جامعة الكويت تستثمر الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية وتعزيز مخرجاتها

مع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ميدان التعليم العالي سارعت جامعة الكويت إلى مواكبتها والاستفادة من أدواتها المتميزة في تطوير العملية التعليمية وتعزيز مخرجاتها.
وحرصت الجامعة على استخدام أحدث النظم التقنية لتحقيق الأهداف المنشودة منها وضمان تقديم أفضل الخدمات للطلبة وأعضاء هيئة التدريس إضافة إلى تكثيف جهودها في عملية التحول الرقمي وفق رؤية تستشرف المستقبل وتساير التخصصات العلمية الحديثة.
وانطلقت تلك المواكبة عام 2001 حينما أنشأت كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت أول مختبر للذكاء الاصطناعي على مستوى دول الخليج العربية وأدخلت مادة الذكاء الاصطناعي كمادة اختيارية في مناهجها.
وعن الاستخدامات المتنوعة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في جامعة الكويت قال مدير مختبرات الروبوت والذكاء الاصطناعي في قسم هندسة الكمبيوتر بجامعة الكويت الدكتور عبدالله المطوع في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن الجامعة تستخدم تلك التطبيقات في جميع المجالات التي تخدم العملية التعليمية وتسهم في تحسين نتائجها وتطوير مخرجاتها.
وأضاف المطوع أن الجامعة تستخدم عددا من أهم الأنظمة التقنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ومنها برامج الأنظمة الخبيرة والدردشة الآلية (التشات بوت) وبعض الروبوتات والأنظمة التي تستخدم للتعرف على الوجه والتفاعل مع الطلاب في المختبرات.
وأوضح أن الجامعة تستخدم الذكاء الاصطناعي أيضا في المجالات الإدارية بهدف التوصل إلى إحصائيات تبنى عليها قرارات استراتيجية لتدعم رسالة الجامعة وأهدافها.
وأفاد بأن الجامعة وأثناء جائحة كورونا -عندما تحولت الدراسة عن بعد -استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراقبة الاختبارات عن بعد لتتم تلك العملية من دون أي تدخل بشري ضمن نظام إدارة التعلم (مودل) المركزي المعمول به في الجامعة مع إمكانية إنشاء اختبارات موحدة تستوعب جميع الشعب في آن واحد وبدون انقطاع.
وذكر أن الجامعة دشنت نظام (مودل) على تقنيات سحابية لضمان استمرارية الخدمة وتوافرها بغض النظر عن عدد المستخدمين لها مع ربط ذلك النظام بنظام التوثيق الموحد لمنظومة (مايكروسوفت أوفيس 365) والتكامل مع نظام (مايكروسوفت تيمز) بحيث تظهر للطالب جميع مواد وأنشطة المقرر المتزامن منها وغير المتزامن بما في ذلك الاختبارات والواجبات في منصة واحدة.
وقال المطوع إن مركزية نظام (مودل) هي تحت بيئة تشغيلية واحدة وتدعم من مركز التعليم الإلكتروني ومركز نظم المعلومات وإدارة الدعم الفني ومركز الخوارزمي في الجامعة كل حسب اختصاصاته مشيراً الى أهمية ذلك في ضمان تقديم أفضل الخدمات لعضو هيئة التدريس والطالب على حد سواء.
وعن الاستخدامات الأخرى التي يمكن أن يستفاد منها عند تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في المجالات التعليمية أوضح أن ذلك يتحقق بمبدأ الاستباقية في إنجاز المهام ومن أمثلة ذلك تنبيه عضو هيئة التدريس الى حلول موعد إمكانية تقديمه طلباً للحصول على التفرغ العلمي.
ولفت إلى أن مبدأ الاستباقية يقترح على عضو هيئة التدريس أيضا أماكن لقضاء إجازة تفرغه العلمي ومواضيع يكون لها ارتباط بخلفيته المهنية واهتماماته البحثية مبينا ان الاستباقية تفيد الطالب أيضا في معرفة نقاط الضعف عنده في مواده الدراسية وتساعده على اختيار المواد الاختيارية لتدعم تلك النقاط إضافة إلى اختيار جدوله الدراسي في الفصول المقبلة ومساعدته على معرفة التخصصات التي يرغب فيها.
وشدد على ضرورة أن تكون جميع البيانات متاحة للذكاء الاصطناعي لأنه يتغذى على البيانات لكي يستطيع معالجتها وتقديم المقترحات المناسبة مبيناً أن ذلك يعتمد بشكل كبير على ما إذا كانت المؤسسة التعليمية تطبق التحول الرقمي بشكل كامل.
وأشار المطوع إلى أهمية الاطلاع على وثيقة الأمم المتحدة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومعرفة مدى تأثيرها علينا في الوقت الحاضر والمستقبل لاسيما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تظهر أسئلة أخلاقية جديدة تتعلق بكيفية تأثيرها في اتخاذ القرار والتعليم ووسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن جامعة الكويت نظمت في الفترة الأخيرة عددا من الفعاليات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي منها مؤتمر الذكاء الاصطناعي في العلوم الطبية والرعاية الصحية وورشة علمية عن بناء مدن ذكية باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وندوة وثيقة الأمم المتحدة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.