من المستفيد من الملتقيات والندوات؟ الطالب أم المحاضر أم المنظم؟
اكاديميا| سلطانه الشمري
يقوم بعض أعضاء هيئة التدريس والطالبات بتنظيم ملتقيات وندوات خلال الفصول الدراسية حيث ترتيب وتنظيم الملتقى يحتاج لوقت كافي وجهد. كما يحتاج الصبر في عملية البحث عن المحاضر المناسب للموضوع المناسب. ربما يصاب المنظمين بالإحباط نوعاً ما إذا لم يتلقوا الدعم الكافي لذلك يحتاجون الروح الإيجابية. ربما البعض لديه تساؤلات، مالهدف من كل هذه الجهود المكثفة لنجاح الملتقيات والندوات؟ ومن المستفيد؟ الطالب أم المحاضر؟
الإجابة على هذه التساؤلات صعب نوعاً ما لأن هناك أنواع مختلفة من الطلبة والمحاضرين. البعض يظن أن الطالب هو المستفيد الأكبر من المحاضرات التي تتخلل الملتقى لكن ماذا إذا كان حضور الطالب بسبب الضغط عليه من قبل دكتور معين ومن أجل الحصول على درجات إضافية ( البونص ) وبذلك يحضر الطالب دون الانتباه لما يقوله الضيف ( المحاضر ) وربما الطالب لايستفيد إلا الدرجات الإضافية من أجل حضوره. وعلى العكس تماماً، هناك طلبة لديهم الحماس والاهتمام لحضور الندوات والمحاضرات وذلك للاستفادة وحب زيادة المعرفة، ولله الحمد لدينا العديد من الطالبات ذوي الطاقات الشبابية الإيجابية التي تتمتع بحب الاستطلاع والتنمية ونتمنى أن تكون هذه الأعداد في زيادة مستمرة. كوني طالبة عملت مع زميلاتي في تنظيم أحد الملتقيات فكانت تجربة ممتعة ومفيدة ومتعبة بنفس الوقت. تعلمنا كيفية إدارة الوقت والتنسيق مابين المواد الدراسية وضغط الامتحانات ومابين العمل في التنظيم والترتيب.
ماذا عن المحاضر؟ هل يلبي الدعوة من أجل الشهرة أم من أجل المال أم من أجل مصلحة ومنفعة الطلبة؟ أم ماذا؟
بالطبع أهداف المحاضرين تختلف من محاضر لآخر. هناك من يلبي الدعوة بحثاً عن الشهرة أو ربما كي يكون هذا الحضور رصيدًا ينتفع به في المستقبل القريب. كما هناك بعض المحاضرين هدفهم الرئيسي هو المال، وهذا من حق المحاضر لأنه يأخذ من وقته ويتطلب مجهود. الأجمل هو تلبية شخصيات مشهورة وقويه للدعوة بسهوله رغم الضغط الذي متعرضين له. الإعلامي الدكتور بركات الوقيان من المحاضرين الذين قاموا بتلبية الدعوة على الرغم من ازدحام جدول أعماله وكثرة التزاماته إلا أنه بذل جهود مضاعفة كي يحضر ويفيد الحضور بما في جعبته. وذلك ليس من أجل الشهرة لأن شهرته لاتتوقف على دعوتنا وليس من أجل المال لأنه لم يأخذ ديناراً وإنما من حبه وحرصه على نفع الحضور وبث الطاقة الإيجابية في روح الطلبة والحضور. كانت محاضرته بعنوان ( اللقاء المفتوح ) في كلية التربية الأساسية ضمن ملتقى ( من هو المعلم الناجح؟ ) تحت إشراف د.أحمد النويعم. حضوره كان شرف ودعم كبير وأضاف بصمة جميلة ومفيدة. بالإضافة إلى الدكتور المتميز عبدالله الفيلكاوي الذي أبهر وأفاد الجميع بمحاضرته ( المعلم المغناطيسي ) فكلمة شكر لاتوفيهم حقهم.
قال تعالى: { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم } التوبة_ 105، من هذه الآيه الكريمة علينا العمل والإخلاص وأداء اللازم وترك بصمة جميلة سواء كان المستفيد المحاضر أم الطالب أم كلاهما. من رأيي الشخصي ومن ملاحظتي هذه المحاضرات والندوات تصب في مصلحة الطلبة وكما غيرت زميلات لي وأثرت فيهن تأثيراً إيجابياً، وأنا شخصياً استفدت كثيراً وتوعيت من محاضرات كثيرة آخرها كانت ( اللقاء المفتوح ) للدكتور بركات الوقيان عندما تكلم عن الإخلاص والتخطيط الجيد للمستقبل كما أن هذه المحاضرة غيرت رأي زميلة لي بالمحاضر نفسه. كانت تظن أنه مغرور نوعاً ما فانصدمت من تواضعه وطريقة أسلوبه الشيقة في الإلقاء وأثر عليها تأثيراً إيجابياً.
وفي الختام لو نظرنا للموضوع بأكثر من اتجاه نجد أن هناك فائدة عائدة للطالب حتى وإن كان حضور الطالب من أجل درجات إضافية. بحضوره هذا يمكن أن يلقي المحاضر لو بجملة بسيطة تغير من حياة الطالب وتؤثر فيه بطريقة إيجابية. نحن الطلبة نواجه بعض الصعوبات أثناء الأيام الدراسية ونصاب بالإحباط نوعاً ما لذلك نحتاج لمثل هذه المحاضرات والندوات المفيدة التي تبعث الروح الإيجابية وتحث على العمل والمواظبة على الدراسة والاجتهاد واستبدال الطاقة السلبية بطاقة إيجابية تدفعنا للعمل وإكمال مسيرة الدراسة.
