كتاب أكاديميا

التفوق العقلي

person

لقد انعم الله جل في علاه على أكرم مخلوقاته وهو الانسان ، وفضله عليها بالنطق والعقل والعلم واعتدال الخلق ، وهذا من كرمه سبحانه وتعالى عليهم ، و إحسانه بهم ، الذي لا يقدر قدره ، حيث كرم بني ادم بجميع وجوه الاكرام ، ونعمة العقل من اعظم هذه النعم ولكن هناك صفوة اختصها الله بملكه الموهبه والتفوق الغير العادي في مجال او اكثر من مجالات الحياة .
وإذا وجدت هذه الصفوه العناية والرعاية يبرز منها العديد من المبدعين والمبتكرين والعلماء ، لذلك نستنتج أن تنوع الملكات البشرية حقيقة وواقع ملموس ، وتفاوت المواهب أمر واضح ومشاهد بمن الله بها على من يشاء عن عباده .
لذلك فقد اضحت رعاية الموهوبين والمتفوقين وتقديرهم بما يتلاءم وقدراتهم ضرورة حتمية واستراتيجيه مهمه من استراتيجيات التنشئة في مجتمعاتنا العربية ، تلك أنهم ثروة وطنية غير قابلة للتعويض أو الاستبدال ، وبالأخص في عصر العولمة وتفجر المعلومات والزخم الهائل من التقنية ، فقد كانت المجتمعات العربية إلى عهد قريب تهمل الحاجات التربوية للتلاميذ الموهوبين ، ولكنها بدأت الآن تقدر وبشكل متزايد أهمية رسم برامج تعليمية خاصة بهم ، وهذا يتطلب وضع مقررات وإتباع أساليب وأنشطة تدريسية متخصصة تختلف عن برامج الأطفال العاديين كما لوحظ خلال العقود الماضية أن موضوع رعاية الموهوبين والمتفوقين قد لاقى اهتماماً في عدد كبير من دول العالم وتشكلت العديد من الجمعيات والمؤسسات العلمية والوطنية والدولية ، لذلك يلاحظ اليوم وبشكل جلي تسابق المجتمعات وسعي الأمم في الكشف عن هؤلاء المتفوقين والموهوبين والمبدعين ورعايتهم ، فلقد ادركت الدول انها تتقدم على غيرها بعقول علمائها ومفكريها ومخترعيها ، فالثروة البشرية أفضل نفعاً وأعم فائدة ، وأكثر عائداً من جميع الثروات المادية الأخرى إذا ما ارتقى إعدادها ، وأحسن استغلالها .
ولاشك أن البدء في رعاية المتفوقين في سن مبكرة يعمل أولاً على حمايتهم من التعرض لأية عوامل قد تؤثر على تفوقهم وتخفض من تحصيلهم ، كما ان الرعاية المبكرة سوف تساعد على استغلال امكانياتهم الى الحد الاقصى ، مما يساعدهم في النهاية على خدمة مجتمعهم بشكل أفضل .

*

معالي خالد ابوظهير
بشاير صلاح العجمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock