كتاب أكاديميا

فاطمه راهي المطيري تكتب: الزهايمر والعلاج بالعمل (العلاج الوظيفي)

 

العلاج بالعمل او ما يعرف ب العلاج الوظيفي او المهني هو احد المهن الطبية التي تهدف الى جعل الفرد مستقل في حياته, ومنع العجز الذي يعيق الفرد من اداء انشطته اليومية مثل ( اللبس, الأكل, الاستحماموتحضير الطعام ….) وليس هذا النوع من الأنشطة  فقط بل ايضا الذي تعيق حياته الاجتماعية او القيام بهواياته المفضلة. فهو يهتم بتحسين الوضع الصحي ونمط الحياة للأشخاص من خلال الوظيفه. يعمل المعالجون بالعمل  مع الناس من جميع الأعمار ومختلف الامراض سواء مشاكل جسدية أو عصبية أو إدراكيه من خلال تطويروتحسين قدراتهم ومهاراتهم او استعادتها و منع زياده تدهورهاوانتكاسها. وليس فقط لتحسين وظائفهم الحركية الأساسية وقدرات التفكير فقط، ولكن أيضا للتعويض عن فقدان القدرة الوظيفية. ومن احدى مميزات العلاج المهني انه لا يرى الشخص نفسه فقط وقدرته بالإضافة الي ذألك بيئته وعمله و ماهي أولوياته واهتماماته. ان الهدف الرئيسي للعلاج بالعمل هو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من القيام بوظائفهم اليومية بشكل آمن وبدرجة عالية من الاعتماد على الذات والرضا والتي تعطي معنى وهدف لحياتهم وتحفزهم  على دمجهم ومشاركتهم في المجتمع بشكل فعال. دور العلاج بالعمل يسمح للمعالجين بالعمل في العديد من البيئات المختلفة، والعمل مع العديد من فئات المجتمع وايضا في نطاقات واسعة مثل : المستشفيات الحكومي, المدارس, المصانع, الطب النفسي وغيرها.

من الخدمات التي يقدمها هي تسهيل حياة المتقدمين في السن وتوفير أسباب الراحة لهم ومعالجة مشاكلهم. حيث يعتبر مرض لزهايمر احدى المشاكل التي تواجه بعض الناس عند الكبر. وعادة ما يظهر فيمنتصف العمر المتأخر. إنه يؤثر على كل من الرجال والنساء من جميعالأعراق والثقافات والخلفيات. مرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعا للخرف. إنه مرض متطور لا رجعة فيه في المخ, يؤدي الي تدهور التدريجي لخلايا الدماغ مما يسبب تدهور قدرة التفكير والذاكرةوالوظائف الذهنية.. يؤثر مرض الزهايمر أيضًا على السلوك والمزاج والعواطف ، والقدرة على أداء أنشطة الحياة اليومية. في البداية، قد يلاحظ المصاب بالزهايمر اضطرابًا خفيفًا وصعوبة في التذكر. وفي النهاية، قد ينسى المصابون بالمرض حتى الأشخاص المهمين في حياتهم ويتعرضون لتغيرات كبيرة في الشخصية. حيث  يرى العلماءاسباب هذا المرض بالنسبة لمعظم الناس، ينجم عن مزيج من العواملالوراثية ونمط الحياة والبيئية التي تؤثر على الدماغ مع مرور الوقت. فأسباب الزهايمر غير واضحه نسبيا لكن تأثيرها على الدماغ واضحا تماما. 

كيف يمكن أن يساعد العلاج المهني الأشخاص المصابينبالزهايمر ؟

يمكن أن يكون العلاج المهني مصدرًا مهمًا لدعم العملاء المصابينبالزهايمر. يساعد ممارسو العلاج بالعمل الأشخاص الذين يعانون منمرض الزهايمر ومقدمي الرعاية لهم ومن يعتني بهم على العيش حياةكاملة إلى أقصى حد من خلال تكييف البيئة والتركيز على ما يمكنهمالقيام به لزيادة المشاركة في النشاط (المهنة) ، زيادة السلامة ،وتحسين جودة الحياة. في المراحل المبكرة من الخرف ، يكون المريضيواجه صعوبة في تنفيذ بعض المهارات مثل القيادة, والعمل ,او الحفاظ على سلامته , صعوبة القيام يما يحب ان يفعل ، يمكن أنيحيل إلى العلاج الوظيفي لتقييم تلك المهارات والتدخل العلاجي , يمكن للأخصائيين مساعدة المرضى من خلال العمل على تلك المهامالتي تعتبر هامة , أما في المراحل المتوسطة , يركز الأخصائي علىسلامة المنزل وجعل المريض يقوم بأنشطة ومهام ذات مغزى شخصي , وفي خلال المراحل الأخيرة، يكون المريض يواجه صعوبة مع الأنشطةالأساسية للحياة اليومية (مثل التغذية، استخدام المرحاض، والتنقل)

وجدت دراسة فرنسية نشرت بمجلة «مرض الزهايمر»، أن المصابين بالخرف الخاضعين للعلاج الوظيفي ظهر لديهم تحسن خلال تلك الفترة. حيث ساهم دور العلاج الوظيفي في تقليل المشاكل السلوكيةكما أنه خفّض من كمية العناية التي يحتاج إليها المرضى وجعلحالتهم مستقرة وتحسن في الاداء الوظيفي خلال فتره الدراسة.وبعض المهام التي يقوم بها المعالج المهني هي :

 

 

 تقييم الحياة اليومية للمريض لتحديد الأهداف والروتينوالأنشطة التي يرغبون في الحفاظ عليها أو حمايتها أو العملعلى تحقيقها. تختلف رحلة الخرف كما قلنا لكل شخص يتمتشخيصه ودورنا هو تزويد المرضى وعائلاتهم بـ الأدوات اللازمة للحفاظ على ذاكرتهم ووظيفتهم لأطول فترة ممكنة.
 الدعم من خلال توفير المعدات المناسبة للمساعدة في مواجهةالصعوبات عند نشوئها ، على سبيل المثال : الكرسي المتحرك , ساعه الكترونيه.
 ضمان سلامة المريض ومنع السقوط والاصابات  الاخرى, حيث يمكن ان يقوم الاخصائي بتقييم السلامة المنزلية. قدتتضمن التوصيات إضافة معدات السلامة ، مثل قضبانالحمام أو السور ، أو إنشاء مساحة عمل بحيث يمكن للشخصالقيام بأنشطة أثناء الجلوس.  
 تدريب مرافق المريض لحل بعض المشاكل وتبسيط المهامووسائل التواصل وتقنيات تخفيف الضغط النفسي لتخفيفالعبء عنه.
 الحفاظ على الاداء الوظيفي للمرضى أو تحسين أداء أنشطتهماليومية لأطول مدة ممكنة خلال تقدم المرض، إلى جانباستعادة أو تعويض بعض جوانب الانتكاس الوظيفي التيتحصل جراء إصابة حادة أخرى.
 تعلم تقنيات وطرق علاجية جديدة واستراتيجيات تعويضيةوذلك لمعالجة صعوبات الأداء الوظيفي.

 

ومن المهم ان ننوه انه العلاج المهني يعامل كل مريض بشكل فريد ، اي يعالج كل شخص بطريقه مختلفة حتى اذا كان الافراد بنفس التشخيص المرضي لاختلاف شدة المرض ولأنه لكل مريض اهداف واهتمامات و بيئة تختلف عن الشخص الاخر .

 

فاطمه راهي المطيري

قسم العلاج المهني  جامعة الكويت

 


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock