الجدال مع العقول العقيمة

قال الفيلسوف والشاعر الألماني فريدرك نيتشه : ” أي شيء يستحق الإثبات لا يستحق الكثير “

مقالي اليوم هوُ عَن ماهية الحديِث بين البشَر .

عندما يتناقش س و ص ، لا أعلم لماذا يصر “س” كل الإصرار على أن فكرته التي إستخصلها من موقف معين أو تجربة معينه في الحياة هي بالضرورة الصحيحة ! وتراه يستبسل في الدفاع عن خلاصة تجربته بل يكاد يجزم أن آراء الاشخاص من حوله كلها فاسدة لا تمت للصحة بصلة .

نرى “س” الآن يعلو صوته محاولاً إقناع “ص” وربما الأصح محاوِلاً أن يغطّي بصوتِه العالي على صوت “ص” ، فهو في غور نفسه لا يريد تصديق فكرة “ص” وربما أنه يحسده على ذلك فيرفض الفكرة فيصرخ لأنه نشأ مِن بيئة علمته أن عالي الصوت في الحوار هو البطل المغوار المنتصر في ميدان المناقشة ، بينما هو في نظر جميع العاقلين أجوفٌ خالٍ ، الآن نرَى “ص” يتكلم عن فكرته التي تتناقض مع فكرة “س” بهدوء ، ولكنه عندما إنزعج من حوار “س” الاجوف عالي الصوت ، بدأ بنسحِب بصمت فهو يعلم أن الجَدل لا فائدة منه البته مع كثير من الأشخاص ، فليس المُهم عنده أن يقنعه بفكرته وصحتها بل المهم عنده أن يحافظ على رُقيّه ونبل أفكاره ، فعند صمت “ص” عن “س” سيظن الأخير كم هُو بطل ذو عضلات يفهم الحياة خير فهم بينما هو يتوهّم على جرفٍ هار .

قال أبو العلاء المعري :” لما رأيت الحهل في الناس فاشيا ، تجاهلت حتى ظُن أني جاهلا “

ليس المهم أن تنتصر دائماً في النقاش بل لنقول الجدال فهو أقرَب بالمعنى لشكل أحاديثهم ، بل الأهم أن تحافظ على ذاتك ولا تنسفها باتباع أفكار غيرك المغلوطة ، هو ذاته وأنت ذاتك

بقلم : تحرير المطيري