فإلى متى….؟
اليوم هو ثاني يوم لي من فصل الربيع في جامعة بورتلاند ولاية أورقن الأمريكية. وأنا ذاهب إلي محاضرتي الأولى في مادة الدوائر الإلكترونية، وإذا بقاعة المحاضرات مزودة بكثير من الأجهزة؛ شاشات عرض، كامرات ، ميكروفونات وغيرها من الأجهزه السمعية و المرئية. وما أن بدأت المحاضرة حتى جاء البروفيسور معه ميكروفون معلق على جنبه. وبفرحة عارمة حيا المتواجدين مع ابتسامة عريضة. لوهلة أتاني شعور غريب عن سبب هذا الأداء الذي كأنه مبالغٌ فيه خاصة أن المتواجدين في القاعه عدد قليل من الطلاب العاديين لا يتجاوز عددهم ستة عشر طالبا، لكن هذا الشعور زال عندما أكمل البروفسور حديثه قائلا ان هذي المحاضره ستنقل نقلا مباشرا مع قاعة أخرى في الصين. وما هي إلا لحظات حتى تدار الشاشات لتظهر قاعة كبيرة فيها قرابة مئتان شخص في الطرف الأخر من العالم في مدينة شنق-ينق عاصمة الصناعة في الصين يتابعون بنسجام تام المحاضرة. بدأ البروفيسور القاء المحاضرة بعد إلقاء التحية على الطلبة شنق-ينق.
لقد كانت المحاضرة عن كيفية الدراسة والإعداد لهذه المادة الدراسية. ومن ضمن ما أعجبني من المحاضرة أن محاضرات هذه المادة سوف ترفع على الموقع الشهير يوتيوب ، وكذلك عندما قال البروفيسور الحضور للمحاضرات ليس إجباريا، لإن التعليم ليس مقصورا على الفصل. فبإمكانك متابعة المحاضرات، أداء الواجبات ومشاركات في الفعاليات بواسطة الأنترنت.
كم هو جميل الشعور بالتقدم ، كم هو جميل أن تكون لك الثقة والعطاء ، كم هو جميل أن تمنح العلم و كم وكم وكم . لكن للأسف أن معظم شعوبنا العربية ينقصها هذا التطور وبذل المستحيل لنقل العلم. فمازلنا نعاني من نقص في المنشئات التعليمة والمعدات التقنية والأسالبيب الإحترافية. فكيف هذا، ولقد كنا مهد حضارات الشعوب وأساس تقدمها. فمتى يجيء العصر الذي نشهد فيه تقدمنا وازدهارنا . فإلى متى ….. فإلى متى …؟