كتاب أكاديميا

الإجازة والهيئة التعليمية

يعتقد الكثير أن الإجازة الصيفية الطويلة من أهم المزايا التي يتمتع بها أعضاء الهيئة التعليمية، سواءاً في الجامعة أو المعاهد أو المدارس. و هذا عُرف سائد قديم و قد يكون هذا صحيحاً إذا كانت الإجازة عبارة عن عدد الأيام فقط، ولا يؤخذ بعين الاعتبار متى تكون. و بصفتي أحد أعضاء الهيئة التعليمية أستطيع أن أقول أن هذا العُرف خاطئ و سأوضح السبب بالنقاط التالية:
فمثلا الموظفين في جميع الدوائر الحكومية أو الخاصة الذين يحبّذون السفر أثناء الإجازة، يكون لهم التقويم مفتوحاً طوال السنة لأخذ الإجازة و اختيار الوقت المناسب للسفر وبأسعار مخفضة، على عكس أعضاء الهيئة التعليمية المحددة أيام إجازاتهم وفق التقويم الدراسي، وفي هذا الوقت من السنة تكون الأسعار غالية جداً اذا ما تمت مقارنتها مع باقي أوقات السنة.
النقطة الأخرى هي أنه إذا أراد أحد أعضاء الهيئة التعليمية أخذ إجازة خاصة للسفر أو لأي ظرفٍ كان تكون بلا راتب، وهذا يحصل للكثير لأنه لا يوجد أي حل آخر، ما يجعل عضو الهيئة التعليمية يضحي براتبه من أجل إجازة اضطرارية.
و هناك نقطة لا يجب إغفالها وهي بيع الإجازة أو الاستفادة من رصيد الإجازات، حيث يتمتع جميع موظفين الدولة بهذه الميزة إلا أعضاء الهيئة التعليمية، لأن رصيد إجازاتهم محدود ويكون من التقويم ولا يمكن التحكم به.
والنقطة الأخيرة المهمة جداً والتي بدأت بالظهور مؤخراً هي عدم توحيد الإجازة الصيفية، فرياض الأطفال يبدأون العطلة قبل المرحلة الابتدائية، و المرحلة المتوسطة قبل المرحلة الثانوية، و الجامعية بوقت مختلف، مما يجعل ترتيب الإجازة صعب جداً على بعض الأسر التي لديها أبناء في مراحل دراسية مختلفة.
بالنهاية، العُرف السائد أن أعضاء الهيئة التعليمية محسودون على الإجازة الطويلة وأنها من أهم مزاياهم الوظيفية هو عُرف خاطئ، لأن الإجازة تقلصت كثيراً كعدد أيام و بسبب عدم توحيدها لجميع المراحل، وتحديدها بالصيف يجعل شركات الطيران والفنادق ترفع الأسعار إلى الضعف أو أكثر مما يجعل العديد من الأسر تلغي فكرة السفر بسبب الغلاء.

بقلم عبدالله فاضل المجبل.
عضو هيئة تدريب في المعهد المهني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock