حفل تخرجي .. بداية انكساري
ب
قلم: آيات الشمري
من هنا، في هذه الجريدة ومن هذه الصفحات وتحت مسمى
خط قلمي خطوط التفاؤل والامل، وكم سطرت سطور اجتهادي ورتبت اسمى الابيات لعزيمتي واصراري. كم من اوراق فنيت وكم من صفحات طويت، جميعها تحمل اسمى معاني الاجتهاد والرغبة بغد مشرق جميل، طموحي كان ممتد من تشجيع أب وأم لم يكف أحدهما يوما بتزويدي بوقود حب العلم الذي كان يرويني ليجعلني اخطوا بخطوات واثقة الى الامام، كان اصراري للتفوق والنجاح يكبر يوما تلو الاخر واخر كتاباتي تشهد عن اسمى اهدافي.
ان أرفع قبعة التخرج وأخفض هامتي احتراما لسنين ابي التي فنيت في سبيل راحتي وعمر أمي الذي انقضى يبحث عن سعادتي.
من هذه الجريدة كانت سطوري تردد و تستنجد الزمان ان يمضي بسرعة الى ان يصل اليوم الموعود واللحظة المنتظرة التي أقبل بها تجاعيد كفيه، تجاعيد اليدين التي صنعت مني انسانه تبحث عن الرقي وتناضل من أجل الوصول الى القمة تبحث عن الإصرار تبحث عن التقدم والنجاح، أن أقبل نعومة وجنتي أعظم النساء التي لم يكف لسانها يوما عن الدعاء لي. لكن، تأتي الرياح بعكس ما تشتهي السفن وليس كل ما يتمناه المرء يجنيه، كانت الصاعقة مؤلمة والصفعة شديدة الحرارة .
أتت اللحظه المنتظرة ..
حشد من الحضور وآلاف من الوجوه إلا وجه أبي الجميل وبلمحة سريعة عبر الماضي القريب، رحل أبي عن ارضي وسمائي، غاب عنها تاركا خلفه بصمة كبيرة وفراغ في حياة ابنته اكبر، رحل قبل ان يجني حصاد ما زرع، غاب قبل ان يراني بثوب التخرج بأبهى حلة، وبعودة الى الحاضر الآليم اقف بثوبي وقبعتي ابحث عن وجهه بين الحضور ابحث عن وابتسامته التي لطالما تخيلتها عجزت ابحث دون جدوى.
أتت تلك اللحظة الموعودة ولم اجد تلك الهامة الشامخة لاخفض هامتي احتراما لها وشيبة الوقار التي حلمت بيوم افخر بها واتباهى وأرتل أبيات التبجيل لها
خابت جميع الظنون وآوقف الكابح آلة عملي ومثابرتي والحافز الذي به كنت اصارع الزمان، وبدلاً من بداية مشوار الحياة كانت هنا نقطة انكساري.