الفساد اذا اجتمع مع الغباء في ساحة الذكاء! بقلم: عبدالله يوسف سهر
غالباً ما يكون الفاسد ذكياً حيث يستطيع ان يوظف قدراته الخاصة في جلب المنافع له منطلقاً من قاعدة الغاية تبرر الوسيلة. وللفساد الذكي مداخل ومخارج يولج منها ويظهر من خلالها بشكل يوحي بقانونية الفعل وطهارة الثوب. ويبدو ان الفساد قد استشرى الى درجة كبيرة احد شجعت بعضهم بعدم الاكتراث بأصول اللعبة الذكية. فتكونت مظاهر الفساد الغبية التي لا يتعدى نظرها الخطوة الاولى فقط. ان الفاسد الذكي يحتسب بفطنته الخطوة الثانية والثالثة وحتى الرابعة ويرسم سيناريوهات الحيطة وكيفية الخروج من المأزق ضمن قواعد محاكاة لعبة المباراة مع الخصم او الجمهور. وعلى العكس، فالفاسد الغبي بليد جداً الى درجة الاستهتار حيث يقوم بعمليته دون احتساب اي احتمال لمواجهة سيناريو “فيما لو تم ذلك، فماذا يمكن عمله”. هذا الغباء ليس متولداً من غباء “جيني” بل هو نتاج “بيئي”! اي ان الفاسد الغبي ليس غبياً بفطرته وانما نتيجة استهتاره بالعواقب، فإما انه لا يكترث بالعقوبة لانها غير قاسية مقارنة بالارباح التي يجنيها او لان العقوبة غير موجودة بالاصل، او لأنه يعلم بأن الآخرين لا يجرؤون على مواجهته. وهنا مربط الفرس!
الكثير من الفاسدين الاغبياء يعملون في اوساط ذكية مثل المستشفيات التي تحتوى على مجتمع طبي، او الجامعات التي تتضمن اساتذة متخصصين، أو مؤسسات مالية تحتوي على عقول تجارية، ولكنهم لا يكترثون بمن حولهم لانهم مقتنعين بأن المحيطين بهم “جبناء لا يودون مواجهتهم أو اغبياء لا يعرفون الاعيبهم”.
لكن التاريخ والحاضر يعلمنا بأن لهؤلاء الفاسدين الاغبياء الذين يخفون المحاضر والادلة والفواتير والتقييمات والتقارير سيقعون يوماً ما في شر اعمالهم، خاصة بعدما يخرج لهم من ينزع عنه لباس الصمت.
ارجو ان تصل رسالتي الفاسدين الاغبياء والذين لا يزالوا صامتين بالاضافة الى نخبة الشجعان الذين رفعوا صوت الحق دون خوف.