كتاب أكاديميا

على قدر حبها يكون انتقامها

unnamed 129895632

 

كثيراً ما تتساءل النساء عن ما يمكنهن عمله اذا ما اكتشفن خيانة الأزواج وبمنتهى الأمانة والصدق فإن جميع التفسيرات النفسية الخاصة بسيكلوجية المرأة وقواميس العالم وقوائم التشخيص النفسي للاضطرابات النفسية تقف عاجزة أمام عواصف الغضب ومشاعر الاهانة والرغبة بالانتقام التي تعتري المرأة اذا ما اكتشفت حقيقة الخيانة وقد تلجأ المرأة الى أشكال عديدة للانتقام من الزوج أو حتى لو اصبح بالنسبة لها “الطليق” وقد يصل هذا الانتقام الى حد قتل الرجل الخائن والغريب في الأمر أن الأسلوب التي تنتقم فيها المرأة عندما تشعر بالجرح النفسي بسبب الخيانة قد اختلف مع اختلاف العصر….وفي نظر علماء النفس فإن المرأة التي تبقى صامتة تمثل تهديد كبير للرجل الخائن وقد تنتقم بصورة وحشية عندما يحين الوقت للتحرك ….وهنا عادةً ما تغيب الدموع وهذا الصمت هو أكثر ما يخيف الرجل الخائن… أما تلك المرأة التي تصرخ ولا تتوقف عن توجيه الاهانات واختلاق المشاجرات فهي لا تمثل خطراً كبيراً للرجل لأن التنفيس يعتبر طريقة للتخلص من الآلام النفسية الداخلية… ولكن لماذا تلجأ المرأة للانتقام من زوجها ؟ لعل من بين اهم الاسباب التي تدعو المرأة للانتقام المعاملة السيئة لها من قبل الرجل وعدم احترام الرجل للمرأة وعدم تحمله مسئولياته كرجل… لكن التساؤل هو هل انتقام المرأة في هذه المواقف ولهذه الأسباب هو بنفس درجة انتقامها من الرجل لخيانته ان الانتقام الثاني هو الأكثر خطورة …عندما تكتشف المرأة خيانة الرجل لها مع امرأة أخرى فإن المرأة يمكن أن تقتل….خاصة اذا شعرت بأن زوجها يخونها من دون أن تشعر بالندم لأنها تعتبر حياتها مدمرة وهي لن تهدأ الى أن تدمر من خانها وتدل الاحصائيات العالمية على أن نسبة 18 في المئة من النساء مستعدات لقتل الزوج الخائن… وأكثر ما يجعل المرأة عدوانية وخطيرة هو اذا جرحت عاطفيا لأنها لا تنسى ذلك الجرح أبدا وهذه من تركيبة المرأة السيكولوجية…. لكن العجيب في الامر ان المرأة وبعد الانتقام تشعر بنوع من الرضا عن ذاتها واستعادة كرامتها واذا تساءلنا عن الكيفية التي قد تنتقم فيها المرأة من أجل الانتقام اذا ما وقعت الخيانة الزوجية فإننا نجد أنفسنا أمام ثلاث طرق رئيسية لانتقام المرأة اولها في معاملة الرجل بالمثل أي خيانته وثانيها طلب الطلاق وعدم التراجع مهما حدث وثالثها وهو الأخطر تفكير المرأة بقتل زوجها إن شعور المرأة بالإهانة شعور مؤلم نفسياً تشعر به المرأة بعدم الاحترام وانتقاصاً لأنوثتها… وقد تتفنن بعض النساء باستخدام الطرق المبتكرة بالانتقام من الرجل الخائن.. فينتقمن من الزوج السيئ الطباع عبر الأولاد أي أن المرأة تستميت في سبيل زرع الكره في قلوبهم حيال والدهم وتشويه شخصيته بنظرهم تصويره بشخص لا يمكنهم الاعتزاز به او الاعتماد عليه وهذه أمكر وأسوأ طرق الانتقام لأنه من البديهي لأنه ليس للأولاد ذنب في العلاقة بين الأبوين.

ان ما يولد الانتقام هو الاحساس بالإحباط الشديد والقهر لدى المرأة مما يدفع المرأة للغضب.. ودافع الغضب هذا يوجه داخليا أو خارجيا على حسب شخصية كل امرأة فإذا وجهته المرأة الى الداخل فتكون الحصيلة الاكتئاب والمرض النفسي أما خارجيا فيتم توجيه كل الغضب نحو مصدر القهر ولو وصل القهر الى أشد حالاته من الممكن أن يدفعها الى التخلص من هذا الرجل الخائن والعلاج في هذه الحالة هو ما يسمى في علم النفس “التفريغ (Emotive Release) “حيث تحاول المرأة أن تفرغ شحنة الغضب التي بداخلها أولا بأول وعدم تراكمه فمن الممكن أن تعبر المرأة عما يضايقها من زوجها عند حدوث أي موقف لأن تراكم المواقف يدفعها للانتقام بعد ذلك. وهذا دعوة للحوار والمصارحة بين الزوجين.

وتقول احدث الاحصائيات ان انتقام المرأة من الزوج بسبب خيانته أو زواجه من أخرى أضحى من أهم دوافع القتل بل أنه أصبح الوسيلة الأرجح عند المرأة بدلا من الوسائل التقليدية في تصفية الخلافات كالسم والخنق التي تضاءلت في الفترة الأخيرة حيث تطورت أسلحة المرأة في ارتكاب جرائمها وخاصة في استخدام الأسلحة البيضاء ويعد انتقام المرأة رد فعل لما تلاقيه من زوجها وهذا الانتقام لا يفرق بين طبقة اجتماعية وأخرى ويحرك المرأة للانتقام رغبتها في تدمير الآخر وقد تكون التنشئة الاجتماعية المعقدة سببا في هذا لكن في بعض الحالات نجد أن المرأة تبحث عن حقوقها حتى ولو الحق في الطلاق أو النفقة ولكن بالطبع هذا المناخ السيئ يؤثر بشكل كبير في الأبناء فهم يصبحون غير أسوياء نظرا لما رأوه من مشاهد انتقام تصل لحد المعارك أو حتى القتل فاذا وصل الأمر الى حد استحالة الحياة بين الزوج والزوجة فعليها طلب الطلاق وعليها أن تتخلص من رغبتها في الانتقام.

والمرأة بفطرتها محبة وحنونة ومعطاءة ولكن عندما ترى غدرا أو احتقارا لكرامتها أو اهانة لها أو أنها أصبحت لا تساوي شيئاً في نظر زوجها ويأتي بغيرها هنا تخرج من هذا الثوب الجميل الى منتقمة وانتقام المرأة به شراسة عالية جدا لأنه احساس بالاستضعاف والاستهتار وعدم حماية كرامتها أو الوفاء لها وعندما يتجمع احساس الاهانة داخلها تضطر للانتقام فهذه هي سيكولوجية المرأة في هذه الحالة وانتقام المرأة القوية أشد شراسة من المرأة الضعيفة التي لا تهتم بالموضوع بشكل كبير فهذا النوع لا يخشى أمره ولكن المرأة التي تعطي وتتفانى ولا تدخر عواطفها أو مالها أو عمرها تكون أشد بطشا وانتقاما فالموضوع له بعد أخلاقي ونفسي واجتماعي وهنا يجب أن نرسخ القيم الأخلاقية لدى الرجل والمرأة ورأي الدين هنا يوجه الى الرجل أولا حيث ان الوفاء سمة من سمات الانسانية, ومن ارقى الشيم الأخلاقية في الإسلام ويغيب هذا الوفاء بأن تكون هذه الزوجة عاشت معه على الفتات ومنحته ما تملكه وأعطته شبابها ثم عندما يبتسم الزمان له يفكر في استبدال هذه المرأة التي أصبحت من ذكريات الماضي الجاف ثم يريد أن يمسح هذا الجزء الى الرفاهية.

فرفقاً بالقوارير …… لأن كيدهن عظيم….

د. دلال الردعان

@Dr_DAlradaan

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock