أ. سارة الدوسري تكتب: المعلم الملهم
ها قد أتى يوم الاحتفاء، وأي احتفاء إنه المعلم، إنه العطاء، إنه التجارب والخبرات، اليوم أنا فخورة جداً جداً بالجيل الجديد من المعلمين والمعلمات حيث استقلال الفكر وتجدد طرق التدريس والعمل بوجود رؤية وطموح ومعنى حقيقي.
المعلم اليوم ملهم وواعي جداً، بِغض النظر عن الاستياء المزمن الذي تعيشه بعض الإدارات المدرسية وفئة من المعلمين أفضل ما يقومون به هو تناقل خبرات انتهى زمنها دون أي إضافة تُذكر وتكرار لأنفسهم على مدى سنوات يؤدي بطبيعته إلى تكرار النتائج.
بالمقابل هناك المعلم الكريم، ولا أقصد هنا الكرم المادي لا، بل كريم الوقت،كريم المشاعر، كريم التشجيع، كريم التغافل! نعم هذه الصفة التي لو أحسنًا استعمالها في مجال عملنا لوصلنا إلى راحة بال عظيمة.
يقول صلى الله عليه وسلًم (الأخلاق كالأرزاق) في الرزق أنفق يُنفق عليك، كذلك في الخُلُق أنفق يٌنفق عليك، أشِع الحب يعود إليك لنتعلًم ألا يخرج منا إلا ما يليق بنا.
ولأن الأساس في كل تغيير هو الرغبة الصريحة الواضحة، علينا قبل أن نلبي رغبات أنفسنا أن نضبطها …! نعم نريد منها انضباط العمل والإنجاز، لا يمنعنا كبر ولا برمجة مجتمعية رديئة من مراجعة أسلوب حياتنا ومفاهيمنا حول العمل والمهنة، هناك من يراها أداء واجب وينشغل في أمور ثانوية (بهرجة، حفلات مجاملات …) ويترك الأولويات أولها اقرأ …! لماذا اقرأ بالذات..، اقرأ كي تزداد وعياً حينها يكون القرار رشيد والبدائل طيبة ولتكن مصادر بحثك واطلاعك راقية، لأنه في الحقيقة الوعي الفردي هو وعي جماعي وكل ما زاد وعيك زادت خياراتك تجاه العيش الطيب.
الله سبحانه وتعالى يدعونا الى تحسين أنفسنا باستمرار (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ….. وغيرها الكثير من الآيات، نعم ديننا متكامل لكننا أسأنا الفهم.
حتى نعطي الناس حقها في التعليم وفي الصحة وفي جميع مجالات الدولة علينا أنفسنا أولاً، قال تعالى (عليكم أنفسكم) لماذا؟! لان الإصلاح الحقيقي يبدأ في الداخل ثم ينعكس على الخارج.
التعليم بخير، ينتابني شعور طيب حول السنوات القادمة فيما يخص التربية والتعليم، وانا سارة أوعدكم بجيل عالي في قدره، واثق من نفسه ذو فكر إصلاحي.
وكل عام والمعلمين والمعلمات بخير.
