كتاب أكاديميا

البراشوت الجامعي بقلم: د. عبدالله يوسف سهر

كلمة براشوت تعود الى اللغة الفرنسية من اصل لاتيني، وتتكون من جزئين، الاول para وتعني ضد بالاضافة الى الجزء الثاني وهو chute وتعني الهبوط. فالبراشوت ممكن انه يعطي معني ضد او مقاوم الهبوط، لكونه يستخدم قوة الهواء ضد قوة الجاذبية.
في القاموس السياسي الكويتي استخدم مصطلح البارشوت في وصف التعيينات التي تنزل من الهواء ومن خارج المؤسسات او دون تدرج على المناصب دون اكتراث بمعايير الكفاءة وتكافؤ الفرص والمساواة والعدالة، فيقول البعض انه هذا الشخص تم تعيينه بالباراشوت اي هبط على المنصب من فوق! أن تكون التعيينات في مناصب الدولة بالباراشوت ففي تلك اقوال كثيرة ومبررات عديدة منطقية او غير منطقية، فذلك أمر يمكن الاجتهاد فيه وترقيعه ليكون براشوت محكم من “التنفيس” خاصة في ضوء تواضع قدرات بعض البيروقراطيين في الادارات الحكومية، لكن البراشوت الجامعي لا يمكن ترقيعه!
البراشوت الجامعي لا يعتمد الى قوة الهواء ضد الجاذبية بل يستخدم قوة طرد الجاذبية! فآلية عمله تقوم على الانبعاث المركز الى الخارج او من الاسفل الى للاعلى! يعني عكس عمل البراشوت التقليدي! اذا كان البراشوت يسقط من فوق الى تحت فالبارشوت الجامعي ينطبق من الاسفل الى الاعلى اعتماداً على قوة الطرد المركزي.
كيف يحدث ذلك في الجامعة! ومن هو المخترع! اعتقد بأن هذا الاختراع هو من بنات افكار المتخصصين في الهندسة! هندسة المناصب والتعيينات من خلال الطرد المركزي وقوة اللف والدوران التي تثيرها مدفوعة بالقوة الحزبية والشللية هي المتسبب في اختراع البراشوت الجامعي، الذي اخذ نموذجه في التعميم ليكون في جميع التخصصات.
البراشوت الجامعي، لا يقف عند حد عدم مراعاة المساواة او احترام معايير الكفاءة وأسس تكافؤ الفرص، بل ومن خلال قوة الطرد المركزي يقوم بتهميش وقمع وملاحقة كل من يحاول ان يستخدم قوة الهواء لتنفس حرية الحديث عن مخالفات النظم والقوانين في التعيينات الباراشوتية.
بصراحة ومن دون لف ودوران بطريقة هندسة المبررات، ان التعيينات بالتكليف اصبحت دون أي اساس منطقي ولا تستقيم مع روح الجامعة التي من المفترض أن تنبع منها قيم المساواة والعدالة!
يقال … وناقل الكفر ليس بكافر ، إنه نظراً لعدم شغل منصب المدير بالاصالة، فهناك لا يقل عن ٢٠٠ منصب تشخص اليها الابصار. لذلك دأب البعض في محاولات ترتيب لجنة اختيار المدير ولكن فشلت تلك المحاولات بعد الرأي القانوني، فما كان مناصاً الا بعمل ترتيبات أخرى اقصت البعض من تكليفاتهم ليكلف بها آخرون من أجل أن يتم ترتيب جديد بالمقاس القديم، وبالتالي ضمان القرار المرغوب! ومن ثم تنحدر مقاسات المناصب لتنحدر معها البراشوتات بقوة الطرد المركزي! فعلا تصميم هندسي بإمتياز، لكنه اصبحت خطة قديمة، وكما قيل في الاثر عنبر اخو بلال، فاللعبة تتكرر ولكن بآليات أخرى.
إن صحت تلك الاخبار، فأي تدمير هذا يقوم به البعض من المنتمين للاحزاب واصحاب المصالح للتعليم حينما يهدمون تلك القيم في الصروح العلمية والاكاديمية من أجل أن تتسيد ثقافة جشع مصالح كارتيل التعليم المتنفذ الذي لا يهمه الا مصالح كوادره الحزبية وشخوصه الشللية.
انتبهوا يا أولوا الالباب!
انتبهوا يا أستاذة الجامعة من الباراشوتات القادمة!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock