د. يوسف المرتجي يكتب: كل عام وأنتم بخير …
رحل عام … وبدأ عام اخر .., رحل ورحلت معه احداث , وأعمال , ومناسبات سعيدة وأخرى حزينة , رحل وبقيت اثاره , وذكرياته , فالأمس اصبح ذكرى ليس بأيدينا ان نغيره او ان نعدل اقل القليل منه , ولكن بأيدينا ان نغير اليوم بقدر ما تسمح به اقدارنا خيرها وشرها , فهكذا هي الحياة , لا تتوقف او تتراجع عند حد , بل تستمر بالتقدم وتتقدم معها اعمارنا , وأعمالنا , لا تنتظر احدا او تقف من اجله , وكل مرحلة تتأثر بما قبلها , فإنما هي بنا متتالي سيكتمل يوما ما . والناس اصناف , فمنهم من يعيش الامس ويقف عنده , والاخر من يحلم في الغد ويبالغ في حلمه , ليضيّعوا امكانات اليوم والاستفادة منها , والقليل من يأخذ العبرة من الامس وأحداثه ويستثمر اليوم وإمكاناته , يتفكر بنجاحه وتعثره , فرحه وحزنه , تقدمه وتأخره , يطوي صفحة مضت ويفتح اخرى , بكل تفاؤل , وثقة , وعزيمة , واصرار على العطاء والنجاح والتغيير نحو الافضل , ليكمل المسير ويضيف الانجاز والعطاء , على الصعيد الشخصي والأسري والمجتمعي والوطني , ايمانا منه بان الوقت يمضي لا ينتظر احدا مها على شأنه او مكانته , وهو على يقين بأنه جزء من المجتمع الذي يعيشه , يؤثر ويتأثر فيه بكل جوانبه الايجابية والسلبية , فقرر ان يكون ذلك المؤثر ايجابا لا سلبا , ومبتعدا عن ما يغلق المجتمع ويوتره ويفككه , لتضيع فرص التقدم والاستفادة من طاقاته , فيبتعد عن التذمر والتشهير , والتقليل من شأن الافراد , وتصيد اخطائهم , باسم الانتقاد . يسعى لتصويب وتطوير ذاته قبل مطالبته الاخرين بذلك , ينظر الى الايجابيات سواء في شخصه او الاخرين ويشجعها ويدعمها بما يستطيع , فالواجب علينا ان نتفكر في حياتنا ونقيمها , لنستفيد منها لا لنضيعها في التشاؤم , والإحباط , والتذمر , وبالتالي نضيع فرصة الوطن وجهوده للاستفادة من ابنائه وطاقاتهم , والذين هم ثروته الحقيقية . فلنخطط نحو مستقبل مشرق , يكسوه التفاؤل , والانجاز والنجاح , والاهم من هذا ان يكون التخطيط متبوعا بتنفيذ , لا مجرد احلام تستنفذ حياتنا فرب العزة والجلال يقول ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ,
فكما اتى عام جديد فلتأتي معه انجازات , وأحلام , وأخلاق جديدة , ولياتي معه تفاؤل جديد واشراقة تحمل عبق الاباء والأجداد وتضحياتهم , ممزوجة بجهودنا وتراحمنا وتناصحنا وتكاتفنا وإخلاصنا لوطننا
د. يوسف المرتجي – قسم علم النفس – كلية التربية الاساسية