مقالة: “هذيل عيالي” بقلم| حمد غانم آل علي
أكاديميا|
هذيل عيالي “نريد ان نكون جميعا ننبض بقلب رجل واحد” من خلال تصحيح وإعادة توجيه الفكر و السلوك للاطفال و الشباب.
الأصوات الآن تشجب و تستنكر فقط وكل شخص يرغب بالحل حسب ما يخدم توجه كل طائفة تريد أن تمشي افكارها، ولكن أين دور الدولة؟ أين التربويين أصحاب القرار؟ أين أصحاب الفكر و الشهادات؟ كم عدد من قام بالبحث عن الأسباب و العلاج؟ من إستطاع أن يتخذ قرار تربويا جريئا؟! أين الفكر المحصّن للمواطنة الصحيحة؟
من المعروف أن جزءاً كبيرا من المشاكل السلوكية لدى الأفراد ان لم تكن جميعها تعود لأساليب التربية و التنشئة الاجتماعية و ما نراه من مخرجات هو نتيجة لذلك!
نحتاج أن نعرف ماذا قدمت المؤسسات التربوية منها وزارة التربية و الهيئة العامة للشباب و جميع المؤسسات التربوية بما فيها الجامعات و المعاهد هذه المؤسسات و ماذا تستطيع أن تقدم اكثر هي المسئول الاول بالاضافة الى الاسرة.
لماذا تم ترك الدور التربوي ليكون بيد المؤسسات الأخرى منها التجارية و الفكرية ومنها من يتربص بنا و جعل ابنائنا صيدا سهلا لهم؟!
نعم دور الاسرة رئيسي و محوري و لكن بمساعدة المؤسسات التربوية و كوادرها التربوية المدرسين و الاخصائين والمشرفين أين الابداع في العمل و تطبيق ما تم تعلمه و أين الحس المهني و التربوي لدى المدرس و الاخصائي في اكتشاف شخصية الطالب و اين التعاون في ابراز الملاحظات و تدارك المشكلة قبل وقوعها.
يقول ولي الامر أين أترك ابنائي من يساعدني في تربيتهم؟ ليست كل اسرة قادرة على ذلك فالثمن كبير، الاسرة تواجه كثير من الضغوط و خاصة الاعلامية! في السابق كان الطفل يلعب مع أبناء الجيران بالفريج و أمام نظر أسرته و جيرانه و غيرهم و كل شخص يعرف الآخر، أما في الوقت الحالي الطفل لا يعرف جيرانه و أحيانا لا يعرف اقاربه لكنه محتاج الى اللعب لأهميته في تكوين شخصيته نموه و اشباع طاقاته و رغباتها. السؤال: مع من يلعب؟ أكيد مع الاجهزة الإلكترونية فإما تكون العاب تخدم توجه معين او من خلال وسائل التواصل و المسلسلات و البرامج الهابطة التي تبعث الافكار و التوجهات التي تريدها سواء كانت زرع افكار سياسية أو محو الانتماء الاجتماعي ومنها تبديل العادات و الملابس و السلوكيات و غيرها التي تساهم في هدم الاخلاق و النسيج الاجتماعي من خلال احداث الخلل في شخصية الابناء!!!
بعد هذا يكون الطفل و المراهق صيد سهلا لأصحاب الفكر و التوجه و هذا هو مبتغاهم ..!!! (اعادة توجيه الفكر و السلوك بما يحقق لهم اهدافهم) الحقيقة التي لا نتجرأ ان نذكرها هي ان المجتمع بكامله مسئول عن ضياع افكار الشباب …كيف!!!؟
نملك بفضل الله جميع الامكانيات و لكن..
الاسرة مشغولة باسباب الحياة و كمالياتها
و ترك التربية للخدم و للاجهزة الإلكترونية المسلسلات و البرامج الهابطه.
المدارس ينتهي دورها نهاية الدوام و تحين الفرص للعطلات و لا يوجد ابداع تربوي بل ابداع بالحفلات و التفاخر و حفلات تخريج الطلبة في منتصف العام و غيرها والانشغال في مشاكل المدرسين مع بعضهم
المنشآت التربوية الملاعب و الصالات و حمامات السباحة و الفصول مقفلة فقط للاشباح و لا تستغل بعد انتهاء الدوام وفي فترة الصيف التي تعتبر هدر لطاقات الشباب المدرسين لماذا لا تستغل خبراتهم خلال العطل خبرات رياضية و خبرات اجتماعية الوزارات و المؤسسات التربوية تحتاج الى تشريعات و ميزانيات لاستغلال هذه الاوقات المهدرة من عمر المجتمع
الكويت تملك طاقات و خبرات تعليمية و تدريبية وطنية من الشباب المثقف والطموح و المصلح و تملك الامكانيات المادية و المنشآت و يوجد عدد كبير من الشباب يحتاجون التوجيه الى اماكن لقضاء وقت الفراغ و التدريب و التعلم لخبرات مفيدة بدلا من التسكع في الاسواق و الشوارع و السفر غير المفيد و تعلم العادات والسلوكيات السيئة.
مجلس الامة هو مجلس الشعب مناشدة الى رئيسه و أعضائه الكرام نحتاج الى صدق في إحداث ثورة تربوية اجتماعية على أنفسنا لتصحيح أوضاع الشباب و لغرس المفاهيم الوطنية السليمه و ليس أغاني و قصائد و تسجيل موقف.
“هذيل عيالي” عبارة قالها قائدنا و يجب ان نعرف كيف نستثمرها فإتقوا الله يا شعب
“نريد ان نكون جميعا ننبض بقلب رجل واحد”
بقلم/ حمد غانم آل علي