رأي وقفة أ.د. عبدالله الغصاب
بخطوات متسارعة وبأهداف محددة بدأت الحكومة الجديدة برئاسة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح في تنفيذ خطتها الإصلاحية وتصحيح المسار، والتي كنا طالبنا بها كثيرا في المقالات السابقة، كما طالب بها جموع المواطنين الشرفاء الذين يحبون الكويت ويسعون إلى النهوض بالبلد والارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة.
إذ بدت على الحكومة ملامح القوة والصلابة في اتخاذ القرارات الفورية بإبعاد القياديين المتراخين وأصحاب المصالح الشخصية عن مناصبهم، بعد ثبوت عدم قدرتهم وتخاذلهم عن القيام بأي أعمال تطويرية في مواقعهم وهيئاتهم ومؤسساتهم، وهو ما لاقى استحساناً لدى الشارع الكويتي، خاصة بعد الجولات الميدانية لرئيس الحكومة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح لمؤسسات الدولة، والتي أظهرت نقاط القوة والضعف بداخلها، وكشفت عن القياديين المتخاذلين القابعين خلف مكاتبهم تحت أجهزة التكييف، غير عابئين بمعاناة المواطن أو التفكير في حلها.
ونحن اليوم بعد تلك الخطوات الإيجابية كلنا أمل في التوجه الحكومي نحو الإصلاح الذي نراه، ونحن نعلم جيدا بالمحاولات الجادة لاستبعاد القيادات السابقة التي يفترض انها لم تنجز أعمالها بالشكل المطلوب، وهذه خطوة جريئة حقا وعجز عنها قياديون سابقون، ولكن من واجبي الوطني ان أوضح بعض النقاط التي يجب عدم تجاهلها ووضعها بالحسبان وهي:
● عدم الانصياع وراء بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم لرمي التهم جزافاً من دون دليل أو سند، فالبعض يستخدمها لتصفية حسابات مع القيادات المتميزة القادرة على اتخاذ القرار، وذلك من أجل التأثير في مجلس الوزراء بعدم التجديد.
● لا بد أن يتم تكريم القيادات المتميزة بدلاً من استبعادها ومساواتها بالقيادات التي لم تنجز أعمالها.
● يجب تقييم القياديين قبل استبعادهم بعيدا عن شعارات التجديد التي لا تحمل الموضوعية وهي مجرد تجديد الدماء.
● يجب أن نضع في الاعتبار تكريم القياديين الذين انتهت مددهم القانونية وخاصة المتميزين بدلا من اللغط والتأويل الذي نسمعه ونقرأه في الوسائل الإعلامية.
● هناك قيادات محسوبة على جهات كما يدعي البعض، ولكنها عملت وأنجزت بالفعل، لذا يجب النظر إلى أعمالهم وتحقيقهم للأهداف المرجوة بعيداً عن تصفية حسابات شخصية حتى تستمر عجلة الإنتاج والتطوير.
● يجب التنوع بالقيادات المختارة بعيداً عن العرق والجنس والطائفة والقبيلة.
● يجب اختيار أهل الاختصاص والكفاءة والفكر المستنير في شغل المواقع والمناصب.
●يجب قبل اعتماد قرارات القيادات الجديدة التعرف على رؤيتهم ووضع برامج زمنية لمتابعة تنفيذها.
وفي الختام، نحن نؤكد أننا مع الإصلاح الذي نشهده، ولكن يجب مراعاة النقاط السابقة حتى نحقق آمال الشعب.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها وشعبها من كل مكروه