كتاب أكاديميا

أدعياء مهنة التدريب والاستشارات وآفاق مستقبلية «1-6» ‏

drmaldwahees

 

هناك ارتباط وثيق بين التعليم والتدريب وكلاهما ضروريان لنهوض الدول وتقدمها وبشكل عام فإن التعليم يلازم الانسان في مراحل حياته الاولي وياتي التدريب مكملا لحياة الانسان الوظيفية والمهنية، وكثير من الدول المتقدمة تعطي للتدريب اهتماما يعادل التعليم أو أكثر منه خاصة إذا كان هذا التدريب يتعلق بصناعة متميزة أو مهنة متخصصة تعطي للبلد ميزة تنافسية في هذا المجال.

ويعتبر التدريب من الأساليب والطرق التي يستثمرها القادة و السياسيون المخلصون لتنمية اوطانهم وتطويرها.ويعتبر التدريب للموارد البشرية عنصرا هاما في العملية الادارية حيث إنه بناءا على تحديد الاحتياجات التدريبية سواء على مستوى الفرد«الموظف» أو على مستوى المنظمة يتم تحديد نقاط النقص والقصور في الجوانب الادارية والمالية والفنية وبناءا على ذلك يتم العمل على سد هذا النقص والقصور وتنمية المهارات ‏وصقل القدرات والإمكانات والسلوكيات المبدعة والمتميزة للعاملين بالمنظمة.وفي الجانب الآخر تلعب الخدمات الاستشارية دورا مهما في المنظمات الحديثة سواء في الحد من المشاكل قبل حدوثها أو في معالجة مشكلات قائمة أو في المساهمة في اقتراح اساليب عمل جديدة وفعالة او المساهمة في مجال تطوير المهارات وبناء القدرات وصقل الإمكانات وتنمية المهارات والسلوكيات المبدعة والمتميزة لمعالجة المشاكل الادارية والاقتصادية والسياسية والفنية والتكنولوجية والتنظيمية بأسلوب علمي وفني راق يؤدي في النهاية لأداء أفضل وإنتاجية مرتفعة .

وقد اهتمت دولة الكويت بالخدمات الاستشارية وبالتدريب بكافة أنواعه الاداري والفني لإيمانها التام بدور وأهمية التدريب والاستشارات في التنمية البشرية والإدارية والاقتصادية حيث قامت الدولة بتبسيط الاجراءات للمتخصصين في مجال الاستشارات والتدريب من خلال تسهيل منح التراخيص للمكاتب الاستشارية والمراكز والمعاهد ‏التدريبية بأنواعها المختلفة .

وقد ساهمت هذه المكاتب الاستشارية والمراكز والمعاهد التدريبية في النهضة الاقتصادية والتنمية البشرية منذ استقلال الكويت مساهمة فعالة ،إلا أنه يلاحظ تدني مستوى أداء هذه المكاتب الاستشارية والمراكز والمعاهد التدريبية منذ الغزو العراقي الغاشم، بل إنه بدأت تطفو على السطح بعض ‏الممارسات البعيدة عن الاهداف النبيلة التي رخصت هذه المكاتب والمعاهد من أجلها، ودخل في نشاط قطاع الاستشارات والتدريب بعض الدخلاء والأشخاص غير المتخصصين وبعض المتنفذين والسماسرة الذين يهدفون للربح السريع.

ومع مرور الوقت بدأ هؤلاء الدخلاء على مهنة الاستشارات والتدريب يمارسون بعض الاعمال والأنشطة البعيدة عن الأهداف الوطنية للتدريب وللخدمات الاستشارية حيث أخذت هذه الممارسات الدخيلة تسهم في إعاقة التنمية بدلا من المساهمة في تطورها، وقد تعددت اساليب هذه الممارسات وتنوعت بحسب الزمان والمكان والأشخاص العاملين في هذين القطاعين المهمين !!

وسوف نستعرض في الجزء القادم من المقال بعض الممارسات التي انتهجها بعض الدخلاء على مهنة الاستشارات والتدريب و استغلال الوضع من قبل بعض المتنفذين وضعاف النفوس حيث ساهمت هذه الممارسات في مجملها إلى إعاقة الاستشارات والعملية التدريبية وبالتالي أعاقت التنمية والتطوير على مستوى الدولة.

د. محمد الدويهيس


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock