كتاب أكاديميا

ما هي تكنولوجيا التعليم؟

imayofsejawd

 

تكنولوجيا التعليم, مصطلح بدأ بالتداول كثيرا بالآونة الاخيرة في وسط العاملين في الحقل التربوي, فما هي تكنولوجيا التعليم؟ وما هو دورها في المنظومة التعليمية؟ بالبداية يمكننا تعريف تكنولوجيا التعليم بـ منظومة متكاملة تعمل علي إعداد وتقويم العمليّة التعليمية لتحقيق أهداف موضوعية باستخدام أحدث الأبحاث التعليمية عن طريق استخدام الموارد بشريّة وغير بشريّة لإضفاء جو من التعلّم المثمر وإكسابه المزيد من الفاعليّة والتّأثير للوصول إلي الأهداف المرجوّة من التعلّم، اي انها منظومة متكاملة تعمل على تصميم المادة والوسائل التعليمية من صور وصوت وفيديو, ومن ثم تقديمها للمعلم لكي يستطيع القيام بمهمته على اكمل وجه.
فلا نبالغ إذ قلنا ان سبب تخلفنا بالتعليم هو عدم تفعيل دور تكنولوجيا التعليم في مؤسساتنا التعليمية, فأساليب التعليم تتطور وشخصيات الطلبة تتغير ولا يمكن استخدام اساليب التعليم القديمة مع الطلبة في وقتنا الحالي, فمثلا , في جيلنا لم نكن نسمع عن طالب في الصف الثاني او الثالث الابتدائي لا يستطيع الكتابة, رغم سوء المناهج الدراسية بذلك الزمن, والآن مع كل التطويرات التي حدثت للمناهج اصبحنا نسمع عن العديد من الطلبة الذين لا يستطيعون حتى كتابة اسمهم الثلاثي وهم على وشك التخرج من المرحلة الابتدائية!
فأين يقع الخلل؟ كعادتنا نبحث دائما عن الحلول السهلة, فألقينا اللوم على المعلم والمناهج مع العلم انهم غير مسؤولين عن المشكلة التي نعاني منها.
فحل المشكلة بسيط وهو بتفعيل دور تكنولوجيا التعليم في منظومتنا التعليمية. فبالسابق كان الاسلوب التدريسي الوحيد المتبع هو (التلقين) الذي يحول الطالب الى مجرد آلة للحفظ والاسترجاع ومن ثم نسيان المعلومات بعد الاختبارات, هذا الاسلوب رغم تخلفه الا انه كان له بعد النتائج الايجابية فالطلبة البسطاء بذلك الوقت كانوا مجبورين على الخضوع له, اما الآن ومع الثورة التكنولوجية التي نعيشها لم يعد تطبيق هذا الاسلوب نافع نهائيا على طلبة الجيل الحالي, فلقد اشار علماء التربية على أن التلميذ يتذكر 10% مما يقرأ، و20% مما يسمع ويشاهد، 70% مما يقول، و90% مما يقول ويمارس, فأساس تطوير التعليم هو تحويل الطالب شخص ايجابي متفاعل مع الدرس ويسمع ويرى ويشاهد ويشارك مع تعلمه, ولا يمكننا القيام بذلك إلا بتفعيل دور تكنولوجيا التعليم التي تحول الكتاب الدراسي الورقي الى عالم حي, يعيشه الطالب ويتفاعل معه.
فالطلبة في الجيل الحالي اصبحوا شغوفين بالتكنولوجيا وعالم الوسائط المتعددة واذا اردنا ان نحببهم بالمدرسة , يجب ان نحول طرقنا بالتدريس الى الطريقة التي يفهموننا لا التي نريدها نحن.

بقلم: يوسف جواد بوحمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock