شمخة: البرامج البينيَّة نواة اقتصاد المعرفة.. في رؤية الكويت 2035
أكد أن التخطيط الاستراتيجي معيار لا غنى عنه في المؤسسات الأكاديمية والبحثية
أكاديميا | كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا KCST
أكد عميد الهندسة بكلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا KCST أ.د. علي شمخة أن رؤية الكويت 2035 مرتبطة كثيرًا بتحسين مستوى المؤسسات الأكاديمية بشكل كبير والتي لا يمكن لها أن تتحقق إلا باعتماد مؤهلات خريجي المستقبل، والذين بلا شك سيساهمون في رفع مستوى وجودة المؤسسات التعليمية لتحقيق الرؤية المرجوة لدولة الكويت، وتحقيق التميز في العملية التعليمية وتحسين مركز الكويت في اختبارات القياس العالمية، وأن المستوى النوعي المنشود يجب أن تكون عليه جميع مكونات العملية التعليمية الأكاديمية من طلاب، وأعضاء هيئة تدريس أكفاء، وإدارة فعالة، ومناهج متطورة، ومصادر تعليم وتعلُّم عالية المستوى، وأساليب تقويم حديثة، ومبانٍ وتجهيزات، فضلاً عن مؤشرات الأداء، وإنتاجية البحث العلمي.
وقال شمخة في تصريح صحافي أن أول خطوات تطبيق رؤية الكويت 2035 أكاديميًّا وأقربها إلى الواقع هو تحديد معايير البرامج البينية لمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا والتي يتطلبها الاقتصاد الكويتي القائم على المعرفة والممارسة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ضرورة تنويع مخرجات التعليم، وربطها بمتطلبات سوق العمل بما يتناسب مع البرامج الطموحة لرؤية الكويت 2035.
ولفت شمخة إلى أن البرامج البينية تهدف إلى تحقيق تناغم بين مخرجات التعليم في فرعين من فروع المعرفة أو أكثر، وهدفها سد النقص في مواصفات الخريج المعرفية أو المهارية أو التقنية؛ إذ تهدف أيضًا إلى توسيع مدارك الطالب وتعليمه بطريقة الاكتشاف الموجه المبني على الحقائق العميقة واستعمالها في إحداث دمج وتكامل لفروع المعرفة وصهرها بنواتج تعلم جديدة تدعم الطالب، وذلك بهدف تلبية احتياجات المجتمع المتجددة، وحل المشاكل المهنية التي تُحل بالبرامج التقليدية القائمة، ومواكبة لتطورات حديثة في العلوم المهنية، فضلاً عن الإفادة المثلى من خلال توظيف طاقات أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب.
وأشار شمخة إلى أن اليونسكو اتخذ مسارًا واضحًا خلال السبعينيات والثمانينيات لتشجيع العلوم المتكاملة بصورة تكاملية والتركيز على الحقائق والعمليات، وكانت الثمرة دعم الاكتشاف الموجه المعتمد على الحقائق، فظهر لاحقًا التعليم البيني الذي يتجاوز الفواصل التقليدية بين التخصصات المعرفية نتيجة الحاجة إلى فروع معرفية جديدة.
وتطرق شمخة إلى أهمية إدراج التخطيط الاستراتيجي وإعداده بالشكل المتوازي في كافة التخصصات الأكاديمية والعلمية التي لاشك سيكون لها بالغ الأثر في رسم السياسات التعليمية المثلى لتحقيق التميّز والجودة وتحسين الوضع التنافسي في مؤسسات التعليم العالي في دولة الكويت حيث تعد الجودة معيارًا لا غنى عنه في المؤسسات الأكاديمية العالمية، والتي يُعتمد عليها في التصنيفات الجامعية الصادرة كل عام، مشيرًا إلى أن تحقيق النجاح لهذه الخطة يتطلب إطلاق حملة إعلامية تركز على جودة التعليم وأهمية قيمته ومضامينه لدى المتعلمين أولاً قبل المؤسسات الجامعية، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن المتعلم يجب أن يتمتع بحس كبير في الارتقاء الأكاديمي، وتحديد نوع وقيمة التعليم وجودته، من خلال نشر ثقافة قيمة التعليم لدى المتعلمين.