ساره البغيلي تكتب : كيف نتدرب على مواجهة اثار كورونا الاجتماعية والنفسية؟
كيف نتدرب على مواجهة اثار كورونا الاجتماعية والنفسية؟
مع بداية ازمة كورونا وحتى الان نجد توجه الدراسات في العالم نحو دراسة الاثار الصحية والاقتصادية للفايروس بالدرجة الأولى وكيفية وضع الخطط لمواجهة هذه الاثار على مستوى عالمي، وقل ما نجد دراسات تتحدث عن الاثار النفسية والاجتماعية لهذه الازمة وكيفية التعامل معها مع مختلف الشرائح العمرية. وحسب احصائيات الأمم المتحدة الأخيرة فقد ازدادت معدلات العنف الاسري في كثير من دول العالم نتيجة الاغلاق العام والحجر المنزلي ويبدو ان السبب في ذلك يعود الى أسباب منها القلق والتوتر الناجم عن فقدان الأمن الوظيفي والاجتماعي والصحي، بالإضافة إلى خسارة الوظائف والأعمال بعد اتخاذ تدابير وإجراءات الإغلاق لمكافحة تفشي الوباء.
لذلك طرح المختصون في علم النفس والاجتماع العديد من الطرق والنصائح للمساعدة على التحكم بمشاعر التوتر والقلق والاكتئاب الناتجة عن التباعد الاجتماعي والاغلاق خلال ازمة كورونا ولعل النصائح التالية التي ذكرها الدكتور هاني هنري أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تكون شاملة ومتنوعة ويمكن للأفراد تطبيقها في حياتهم ومنها :
1. التقليل من التعرض للأخبار السلبية، التي قد تؤدي إلى زيادة الإحساس بالهلع.
2. وضع حد أقصى لمعرفة الأخبار عن تطور الفيروس، وليكن ٣٠ دقيقة في اليوم كمثال.
3. ضرورة الاستمرار في الحفاظ على الروتين اليومي، مثل الاستيقاظ في الموعد نفسه.
4. محاولة الفصل بين الالتزامات العائلية والتزامات العمل في أثناء العمل في المنزل.
5. محاولة تعلُّم هوايات جديدة أو خلق روتين جديد حتى انتهاء هذه الفترة، أو أداء بعض المهمات المؤجلة. (الزراعة وتعلم أنواع جديدة في الرياضة وممارسة تمرين 5 دقائق يوميا).
6. اختيار الانحياز إلى التفاؤل، بالرغم من الوضع الحالي.
7. الالتفات إلى قيمة اللحظة الحالية وإلى قيمة الصحة.
8. محاولة البعد عن الأشخاص السلبيين والبعد عن مصادر التوتر.
9. محاولة مساعدة الآخرين، والخروج خارج الذات.
10. من الممكن تسجيل مقاطع من الفيديو مع أفراد العائلة والتحدث عن كيفية مواجهة العائلة لهذه الأزمة، فمثل هذه الطرق تعطي الإنسان نوعًا من التحكم والأمل.
11. طلب المساعدة من الآخرين، سواء من المقربين أو طلب المساعدة النفسية من خلال العلاج السلوكي أو المعرفي، ومن الممكن أن يتم ذلك عبر الإنترنت، خاصةً مع توافر وسائل التواصل من خلال الفيديو.
12. التعبير عن مشاعر الغضب أو الآلام النفسية والتحدث عنها؛ لأن الكبت قد يؤدي إلى الاكتئاب أو زيادة الأمراض النفسية التي قد لا تظهر آثارها الآن.
13. ممارسة تمارين التأمل من خلال تطبيقات الموبايل أو ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية في المنزل.
وليس بالضرورة تطبيق كل هذه النصائح بل التدرب على واحدة او اثنتين في البداية حتى تتأقلم عليها ثم تجربة ما تراه مناسب لحياتك ولا ننسى ان نركز على التفاؤل بقرب انتهاء هذه الازمة واعتبارها اختبارا وتجربة استثنائية على مستوى العالم اجمع وان نحاول ان نخرج منها بتجارب وخبرات مفيدة وأسال الله ان يعجل بنهاية الوباء ويديم علينا نعمة الصحة والعافية .
أ. ساره مطلق البغيلي
معهد التمريض – الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب