كتاب أكاديميا

وليد الغانم يكتب : نواب وقياديون من أصحاب الشهادات الوهمية!

رئيس قسم الإعلام في جامعة الكويت قال إنه «لا يخفى على المجتمع ان بعض حملة الشهادات الوهمية يعملون في الجامعات الخاصة، وان آخرين حصلوا على مناصب قيادية إضافة الى بعض النواب» (القبس 2016/6/21). لم نكن نحتاج الى مثل هذا التصريح الصادق لنزداد يقيناً بحجم فضيحة الشهادات المزورة التي تفشت في المجتمع وأصبحت كارثة حقيقية على التعليم والادارة العامة في الدولة، فالمؤكد أن هوس الحصول على الشهادة العالية ولقب «دكتور» أصاب بعض المنحرفين فكرياً والمرضى اخلاقياً بارتكاب خطيئة التزوير والرشوة للحصول على ما عجزوا عن الوصول إليه بكفاءتهم واجتهادهم.

ليست المؤسسات العامة فقط هي ضحية حمقى الشهادات، فقد ابتلينا أيضاً بفئة من المرتزقة العاملين في بعض مجالات التدريب والتنمية البشرية، حيث استغلوا غياب الجهات المختصة عن الرقابة على الدورات التدريبية وعدم وجود تصنيف علمي واكاديمي لبعض ادعياء التدريب والمناهج التدريبية، فرأيناهم كيف غمروا الصحف والمجلات ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، واستغلوا دكاكين التدريب في الدولة وعلى حساب بعض المؤسسات الحكومية ليقيموا انشطتهم التي لا ترتجى من ورائها فوائد علمية وعملية جدية.

اذا كان قياديون في الدولة يحملون شهادات مزورة، واذا كان هناك نواب فعلاً – سواء كانوا حاليين أو سابقين – يحملون ايضاً شهادات مزورة، واذا كان هناك اساتذة في بعض الجامعات الخاصة ايضاً وقعوا في الإثم نفسه كما صرح رئيس قسم الاعلام، فاننا نتساءل: من سيحمي البلد إذاً من لوث اولئك المزورين؟ ومن سيصحح هذه الاوضاع المقيتة ويطهر مؤسسات الدولة من هذا الغش والاحتيال والتدليس؟

لقد رفعت لجنة التحقيق بالشهادات الوهمية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تقريرها النهائي الى وزير التربية الشهر الجاري. وتضمن التقرير، الذي نشرت الصحافة المحلية اجزاء منه، فضائح مريرة تكشف الفوضى العارمة التي عاشتها هيئة التطبيقي على مدى سنوات. واننا ننتظر بفارغ الصبر اجراءات وزير التربية تجاه نتائج هذا التقرير لتكون بداية وطنية ناجحة في تصحيح المسار.

الوضع فوضوي والأخطاء جسيمة لكن ما زال الاصلاح ممكنا والتقويم بمقدورنا ومحاسبة المسيء بيدنا، واول خطوة واجبة هي كشف الحفنة المزورة التي خانت الامانة وغدرت بالوطن وغشت المجتمع، وتطهير مؤسسات الدولة منها، واتخاذ الاجراءات القانونية الحازمة معها. فمن يتخذ القرار ويصدق مع الكويت واهلها؟! والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.com
القبس 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock