شهد البياع تكتب: جمرٌ تحت ثلج

_ و ما هو شعورك الآن؟

لا أشعر بأي شيء، لست بالسعيد ولا الحزين أيضا!

لست بالمنتظر على لهفة حدوث شيئ ٍ مميز، ولا الخائف من وقوع كارثة.

شيئٌ واحد أشعر به، هو الفراغ!

كأنها عندما ذهبت و اختفت عن عالمي أخذت ذلك الجزء بداخلي الذي كان يحرك مشاعري و عواطفي المختلفة، أشعر بأنني أصبحت كالجليد شديد البرودة من الداخل، لا أستطيع البكاء أو الصراخ من الألم أو الضحك بصوت مرتفع حتى تتفتت معدتي من الضحك…

لم أبكي في حياتي هذا القدر من البكاء إلا عندما توفت والدتي، فا أصبحت هي الغالية الثانية التي استنفذت ما تبقى من مخزون المشاعر الحزينة بداخلي..

أصبحت شخصا عمليا ينصب تركيزه على العمل و لقاء الأصدقاء القدامى في أحد المقاهي المفضلة لديها..

إني أواجه مشكلة أخرى، هي أن جميع هواياتي المفضلة كنت أمارسها معها هي بعينها ولا أحد سواها، ففي عامنا الاول ذهبنا إلى مشاهدة الافلام في السينما 5 مرات و لم يسبق لي أن فعلت هذا الشيء من قبل مع أي أحدٍ من أصدقائي، كنت دائما اتناول معها طبقي المفضل و هي بجاني فا أشعر أن الحياة أعطتني أكثر مما تمنيت،، كانت أبسط الأشياء معها تسعدني..

و إني لأكتب عنها لأنها جميلة، و الجميلات لا يلقن بهن سوى أن يُكتَبن عنهن في الروايات..

في بداية الأمر كنت أسير بين الناس في الزحام كالجمر المشتعل و ملامحي كالجبل المتجمد، و لكن مع الوقت أشعر أنها دُفِنَت للأبد تحت رماد قلبي، ستبقى هي ولا أحد سواها داخلي قادرٌ على إعادة إحيائي، و إلى ذلك الحين سأظل في حالة كمونٍ و تجمدٍ نفسي،،،

و في نهاية الأمر أود أن استشهد بقول إحداهن:

“أوصيك بمن تحب و يحبك..أطل أنفاسك لتحمل عنه تقلبات المزاج و إلتواء الطريق.. اصغ إليه بشغف و صبر، تفهم لعثمته و لملم بعثرته، و عانق صمته الطويل بجميل تفهمك و حسن ظنك، و اعذره ان شق عليه الكلام… جاوره ان اصابه اسى كي لا يطغى عليه ولا يشتد، سُد في قلبه كل ثغرة حزن، و أثِر كل ما في روحه من جميل، و إن آثر في ضيقه العزلة، فلا تتركه، لاقيه في صلاتك و أذكره في دعائك، و رقق قلبك لتُطوّق كل سوء به بلطفٍ و طهرٍ، كن له ملاذا من كل خوفٍ و أماناً، و اجعله بك أكثر أملا و إيماناً و سلاماً، قل له إنك تحبه كثيرا ً،، كثيرأ جداً..”