التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا| بقلم: د. خالد محمد الفضاله

أكاديميا|

على الرغم من أن استخدام التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني لا تعد فكرة وليدة اليوم بل تعود فكرة استخدامها وممارستها إلى نهايات القرن الماضي وتحديدا من قبل معظم الجامعات الأوربية والأمريكية تحت ما يسمى بأنظمة إدارة التعلم Learning) Management System)، إلا أن جائحة كورونا أجبرت العديد من الدول والمؤسسات التربوية التي تخلفت عن ركب استخدام التكنلوجيا في التعليم على الاستعانة بها باعتبارها بديلاً مناسباً لضمان استمرارية العملية التعليمية.
حيث شرعت مؤسسات التعليم العالي في دولة الكويت وفي مقدمتها جامعة الكويت والكليات التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب على تدريب طلبتها وأعضاء هيئاتها التدريسية على استخدام جملة من البرامج ومنصات التعليم عن بعد حتى يكونوا في أتم الجاهزية والاستعداد والتأهيل المناسب للوصول إلى الاستخدام الأمثل لهذه البرامج وتحقيق النتائج المرجوة منها.
ورغماً عن تعدد مميزات التعليم عن بعد سواءً للطالب أو لعضو هيئة التدريس، إلا أن التطبيق الفعلي والكامل لنظام التعليم عن بعد كشف عن العديد من العيوب والسلبيات، ومن أهمها: انخفاض التفاعل الواقعي والحقيقي بين عضو هيئة التدريس والطالب، عدم مناسبته لبعض الكليات أو التخصصات أو المواد الدراسية التي يشكل التطبيق العملي جزءاً أساسياً منها، كالطب والتمريض والموسيقي والرسم وغيرها، تعدد المشاكل التقنية عند استخدام المنصات والبرامج التعليمية، عدم إمكانية استفادة الطالب من الأنشطة غير الأكاديمية التي تقدمها الجامعة أو الكلية كالأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية، صعوبة الحفاظ على سرية ومحتوى الاختبارات من التداول والانتشار بين الطلبة، زيادة فرص احتمالية الغش في الاختبارات، إضعاف مهارة الكتابة لدى الطلبة، وغيرها الكثير.
ولذلك كله، وللاستفادة من الظروف الحالية والاستفادة منها في تشكيل ورسم شكل العملية التعليمية المستقبلية عند انتهاء هذه الجائحة العالمية، فإنه يفضل الأخذ ببعض وسائل وإمكانات التعليم عن بعد ودمجها في التعليم التقليدي في مقاعد الدراسة لتحقيق أقصى درجات الاستفادة من النظامين، بما يعود بالنفع لجميع أضلاع العملية التعليمية.

د. خالد محمد الفضاله
أستاذ مساعد/قسم الأصول والإدارة التربوية
كلية التربية الأساسية
[email protected]