كتاب أكاديميا

“الكويت وقائدها تجربة ملهمة للشعوب”… بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

 

 

تحتفل الكويت حكومةً وشعباً يوم 9 سبتمبر 2017 بمرور الذكرى الثالثة لحصول حضرة صاحب السمو الشيخ الوالد صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد على لقب (أمير الإنسانية ) وحصول الكويت على لقب (مركز للعمل الإنسان ) وعندما نحتفل بهذه المناسبة فذلك لا يعنى الإحتفاء بمعناه التقليدى المعروف ولكن هو تجديد العهد والمحبة والثقة فى صاحب السمو أمير الإنسانية وكذلك أيضاً الشعور بالفخر بالإنتماء لهذا الوطن وللأرض الحبيبة التى جاء إختيارها وإختيار حاكمها رموز للعمل الإنسانى بمثابة تتويج مستحق لمشوار طويل تحملت فيه الكويت معاناة التقارب بين الشعوب وإستضافة المؤتمرات الداعمة والمانحة لتحقيق السلام والرخاء لشعوب المنطقة وللعالم أجمع .

ولكن الحديث عن الأمير الوالد لا تحتويه مقالات ولا يمكن وصفه بكلمات لأنه رجل المواقف والأفعال التى تتوارى من أنوار إنسانيتها أبلغ الأوصاف ، ونحن حقيقة نفتخر برجل الدبلوماسية الأول فى المنطقة والفارس فى ميادينها ونسعد بمنحه لهذا اللقب والذى أضاف للجائزة وليس العكس .

فما قدمه بإسم الكويت على مدار عشرات السنين من عمل دؤوب وصبر وجهد وإحساس راقى بالمسئولية أكبر من كل جائزة وجعل منه بصدق مرجعية قوية لأزمات المنطقة لما عُرف عنه من نزاهة وصدق وشرف وحزم وإستقامة أضافت لسمعة الكويت الطيبة الكثير كدولة شقيقة وصديقة للمجتمع الدولى فالجوائز والألقاب مهمة كتقدير أدبى ولكن تقف بتواضع أمام عظمة العمل الحقيقى على أرض الواقع ، إن تولى والدنا الحبيب طوال مشوار حياته للعديد من المهام والمناصب فى داخل الكويت وخارجها كان له الأثر الأكبر فى تقوية دعائم المجتمع الكويتى وتطويره وترسيخ مبادئ الديموقراطية الحقيقية والتى كللها بمشاركة المرأة فى الحياة السياسية ودعم لدورها الهام والفعال فى الحقل السياسى والمدنى لكى تكتمل بها منظومة القيم الأخلاقية المدنية المتحضرة التى تعبر عن وعى الشعب الكويتى ، كذلك دعم والدنا الحبيب للتعليم وللتكنولوجيا أمر واضح وملموس كأدوات لمواكبة الحداثة والتحديث لتكون الكويت فى مصاف الدول المتحضرة خدمة لشعبها قبل كل شئ .

ولا نغفل أيضا ما نلمسه ككويتين من دعم سموه للوحدة الوطنية وأنها السبيل الوحيد للحفاظ على منجزات الكويت الحضارية والإنسانية وأنه لا تفرقة بين أبناء الشعب الكويتى تحت مظلة الدستور والقانون وأنه لا مكان بين أبناءها لمتطرف أو مثير للفتن لأن طبيعة المجتمع الكويتى تلفظ هذه السلوكيات وخاصة أن الكويت تتمتع بوجود أقدم تجربة ديموقراطية حقيقية متمثلة فى مجلس الأمة والذى ساهم بدوره فى ترسيخ سمعة الكويت الطيبة كأرض للتسامح والحريات .

هذا الدور التاريخى لوالدنا الحبيب فى مشواره الطويل كان له الأثر الطيب داخلياً وخارجياً ورغم مشقة وصعوبة هذه التكليفات والأعباء إلا أنه لم يتأخر كعادته فى إحتواء الأزمة الأخيرة بين الإخوة فى منطقة الخليج وكالعادة كان أول من يسارع للم الشمل وإزالة الإحتقان لخبرته ومعرفته بأن الخاسرهو الجميع وأن معالجة الأمور بالحكمة دائماً وأبداً هو القرار الصائب بلا ريب أو تردد ورغم إشتداد الأزمة بفعل الفتن المحيطة بها إلا أنه لم يكل أو يمل أو يفقد الأمل لأنه خاض فيما هو أصعب من ذلك ونجح ،.

ولعل زيارته الأخيرة لواشنطن لمناقشة ملفات مهمة وعلى رأسها ملف الإرهاب فى المنطقة والأزمة الخليجية تُكلل بالنجاح ونحن على ثقة بأن والدنا الحبيب وفى ذكرى حصوله على لقب (قائد للعمل الإنسانى) سينجح فى العبور بمنطقة الخليج لبرالأمان لأنه حقاً رجل المواقف الصعبة الذى يملك رصيداً لا ينضب من الحب والتقدير فى قلوب إخوانه قادة وحكام وشعوب منطقة الخليج وكذلك فى الدول الشقيقة والصديقة وكل محب للخير والأمن والسلام ..

ولا نملك إلا الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يحفظ لنا أميرنا ووطننا ووحدتنا ومبادئنا وسمعتنا الطيبة وأن يديم الله علينا نعمة الأمن والأمان والطمأنينة لتظل الكويت قيادةً وشعباً مصدراً ملهماً لشعوب المنطقة فى عمل الخير والبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock