كتاب أكاديميا

ساره المويزري تكتب :تأثيرات جائحه كورونا على الأفراد والمجتمع والتدريب على كيفية التعامل معها للحد من خطر الإصابة أو انتشاره

تأثيرات جائحه كورونا على الأفراد والمجتمع والتدريب على كيفية التعامل معها للحد من خطر الإصابة أو انتشاره.

لا يزال العالم يعيش موجة عارمة من الخوف الشديد والهلع جراء انتشار جائحة كورونا، ورغم أن حدثاً كهذا يؤثر على جميع الأفراد، فإن لكل فرد نطاقاً واسعاً من ردود الفعل والمشاعر المختلفة.
وكما شهدنا وشهد العالم أنه ما بين شهر مارس و أبريل 2020، كان حوالي نصف سكان العالم تحت الحظر، أصبحت الشوارع تخلوا من المارة والسيارات، وباتت بعض أشهر مدن العالم التي كانت تعج بالحركة ليلا نهارا، كأنها مدن أشباح، وذلك لاضطرار نسبة من أفراد المجتمع الى تغيير نمط نشاطهم اليومي، وتغير الحال الى البقاء في المنزل.
كما أن فترة ظهور وانتشار فيروس كورونا أظهرت استجابات بشرية متنوعة في مختلف البلدان وذلك بسبب القلق والخوف من المجهول ومن هذه الاستجابات والسلوكيات ما يسمى” بهستيريا الشراء” وهو شراء وتخزين عشوائي لكميات من المواد الغذائية، وشراء المعقمات والمطهرات بشكل كبير، للاطمئنان والشعور بالأمان وان كانت هذه المواد تتلف وينتهي صلاحيتها سريعا.
لقد تغيرت الأنشطة اليومية للفرد، فالأطفال منعوا من اللعب في الخارج ومن الذهاب للمدرسة والأندية، وتوقف بعض العاملين عن الذهاب لعملهم لفترة وطلب من البعض العمل في المنزل، الا أن الاف مجالات العمل لا يمكن مزاولتها عن طريق البقاء بالمنزل وعلى ذلك أثر هذا الأمر على دخل الأسرة الذي سبب العديد من الضغوط والمشاكل النفسية والاجتماعية.
وبما أن كبار السن هم الفئة الأضعف مناعة والأقل تحملا عند الإصابة بهذا الفيروس، فمن المهم اقناعهم بالجلوس في المنزل والانعزال تماما وعدم تلقي الزيارات التي تعودوا عليها، ويعتبر هذا النوع تدريبا صعبا على المسنين للتخلي عن عاداتهم اليومية التي اعتادوا عليها لسنوات طويلة.
أن أكثر الأعراض شيوعاً التي تصيب كبار السن في مثل هذه الظروف تتلخص في أعراض القلق الذي ينتابهم خوفاً من الإصابة بعدوى كورونا والموت ، سواء على أنفسهم وعلى من حولهم، مما يعرضهم للأرق والحرمان من النوم والتفكير المتواصل، ويثير فيهم الغضب والعصبية.
كما أن آثار جائحه كورونا اثرت بشكل كبير على العادات الاجتماعية للمجتمع، فعام مر على ظهور الفيروس، وإجراءات الاغلاق اختلفت قليلا بين البلدان لكن التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وعدم المصافحة باليد، وعدم ارتياد الأماكن العامة والحفلات والمناسبات المختلفة، كان سمة مشتركة بين جميع الدول.
ان هذا التباعد يعتبر من الأمور الصعبة عند التطبيق، فالعادات الاجتماعية في غالبية البلدان تنادي على عكس هذا التصرف عند الدخول في أي علاقة تفاعل اجتماعي، فالثقافة تحدد المسافة بين شخصين أثناء التفاعل الاجتماعي، فالمسافة قصيرة جدا تكاد تكون معدومة في داخل الأسرة الواحدة أو بين الأصدقاء، خصوصا و أن أسلوب التحية في المجتمعات لا يقتصر على المصافحة باليد، بل يمتد الى العناق والتقبيل ولذلك وجب التدريب على ما اوصي به الأطباء تجنبا للإصابة أو انتقال العدوى.
والتباعد الذي يوصي به الأطباء الآن لا تقل المسافة بين الشخصين عن متر ونصف وإلغاء المصافحة باليد، ولضمان هذه التعليمات اضطرت السلطات في بعض البلدان فرض الإقامة الجبرية في المنزل، التي امتدت أسابيع بدلا من أيام. ونلاحظ أيضا تغيير في مراسم حفلات الزفاف وكذلك مراسم العزاء التي باتت تقتصر على وجود عدد قليل جداً من أفراد العائلة أو الاكتفاء بالتواصل هاتفيا للقيام بالواجب.
وعلى ذلك جاءت أهمية تدريب جميع افراد المجتمع من كبار وصغار على اتباع معايير التباعد الاجتماعي للحد من خطر انتشار هذا الفيروس وسلالاته المتحورة، حيث ذكرت الدكتورة شيماء سبت استشارية طب العائلة في احدى مقالاتها ” من المهم اتباع معايير التباعد الاجتماعي مثل الحفاظ على المسافة الآمنة والالتزام بلبس الكمام بين أفراد الأسر الممتدة التي تسكن في نفس المنزل، وذلك حفاظاً على صحة وحياة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، حيث أن لديهم مستوى مناعة منخفض بالمقارنة مع الأصحاء، هذا بالإضافة إلى أن فيروس كورونا المتحور يتميز بمعدل انتشار سريع مقارنة بما شهدناه في بداية الجائحة كما أن الأعراض قد تكون بسيطة جداً أو غير ملحوظة عند الإصابة بهذه السلالات الجديدة ولكن قد تظهر عليهم المضاعفات مباشرة وما يترتب على ذلك من نقلهم إلى العناية القصوى”.
كما واضحت منظمة الصحه العالمية النصائح المهمة للجمهور بشأن فيروس كورونا (كوفيد-19)‏ لما ينبغي عمله لحماية النفس والآخرين منها:
– ابتعد مسافة متر واحد على الأقل عن الآخرين للحد من مخاطر الإصابة بالعدوى عندما يسعلون أو يعطسون أو يتكلمون. ابتعد مسافة أكبر من ذلك عن الآخرين عندما تكون في أماكن مغلقة. كلما ابتعدت مسافة أكبر، كان ذلك أفضل.
– تدرب على لبس الكمامة واجعل من ارتدائها عادة عندما تكون مع أشخاص آخرين. إنّ استعمال الكمامات وحفظها وتنظيفها والتخلص منها بشكل سليم أمر ضروري لجعلها فعالة قدر الإمكان.
– تعلم وتدرب على تنظيف يديك جيداً بانتظام باستخدام مطهر اليدين الكحولي بشكل صحيح، أو اغسلهما بالماء والصابون.
– الزم المنزل واعزل نفسك حتى لو كنت مصاباً بأعراض خفيفة مثل السعال والصداع والحمى الخفيفة.
– نظف الأسطح وطهّرها بشكل متكرر ولاسيما تلك التي تُلمس بانتظام.
– تجنب المميتات الثلاثة: الأماكن المغلقة أو المكتظة أو التي تنطوي على مخالطة لصيقة

اعداد: أ. ساره المويزري
معهد التمريض – قسم العلوم العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock