محمود الربيعي يكتب :المستجدات المعاصرة في التربية والتعليم والتعلم والتدريس
المستجدات المعاصرة في التربية والتعليم والتعلم والتدريس
ا.د محمود داود الربيعي –كلية المستقبل الجامعة – بابل- العراق
بحكم ما يتميز به هذا العصر من ضخامة ما يملك وينتج من معلومات وخبرات ومن سعة ويسر في الاتصال، التي تعد قوة كبيرة في دفع الانسانية المعاصرة الى الأمام وفي إرتياد أفاق جديدة في الكون والمجتمع والتربية والتعليم والاقتصاد والنفس البشرية.
إن المعلومات والخبرات التي تقدمها العملية التربوية والتعليمية سوف تؤدي الى حياة سعيدة كريمة، فيما لو قدمت للأفراد لكونها ذات قيمة في حياتهم، كما يحيونها يومياً، فالمعلومات والخبرات القيمة تمكن الشخص من أن يحيا حياة ذات غرض أسمى، وتكون في نفس الوقت شائقة متدفقة.
وللتربية دورٌ مهمٌ في حياة المجتمعات والشعوب، فهي عماد التطوّر والبنيان والازدهار، وهي وسيلةٌ أساسيّةٌ من وسائل البقاء والاستمرار، كما أنها ضرورةٌ اجتماعيّةٌ تهدف لتلبية احتياجات المجتمع والاهتمام بها، كما أنها أيضاً ضرورةٌ فرديّةٌ من ضرورات الإنسان، فهي تكوّن شخصيّته وتصقل قدراته وثقافته ليكون على تفاعل وتناسق مع المجتمع المحيط به ليسهم فيه بفعاليّة، ومن هنا شغلت التّربية الكثير من الباحثين والدّارسين على مر العصور، وكان لها قدرٌ لا يُستهان به من الدراسة والتحليل في معظم دول العالم , والتي سعت بكل ما لديها من وسائل الى مساعدة مؤسساتها التربوية على جعل الحق في التعليم حقيقة واقعة وخاصة بتعزيز تكافؤ فرص التعليم أمام النساء والفتيان ،كما تقوم بإعداد وتنفيذ برامج لتطوير التربية الخاصة للأطفال والنشأ والمعوقين. إضافة الى تزويد المعلمين بالمشورة والخبرة في ميادين تدريب المعلمين، وبناء المدارس وتمويل التعليم وإدارته، وإعداد المناهج والكتب المدرسية ووسائل التعليم الأخرى على نحو أفضل وأكثر تمشياً مع المتطلبات الحديثة.
ان التربية تأتي عن طريق عملية التعلم والتعليم والتدريس, إلا أن التربية في حد ذاتها هدفها طموح الجنس البشري، لتعززه وترعاه وتعمل على الارتقاء به. في الوقت الذي تحرر فيه العقول وتنمي المهارات وتشجع روح الابتكار والاختراع، وتغرس الاتجاهات السليمة من نظام وحب وتعبد عند الفرد حتى يصبح مواطناً صالحاً. لذا وجب علينا أن نضع الأمومة والأبوة في المسؤولية الأولى بحيث يراعى الطفل من كافة نواحيه من متطلبات وإحتياجات طبيعة ومكتسبة للحياة الأولى ممهدين بذلك بتعاونهم مع المدرسة وغيرها في المراحل المقبلة لمباشرة أوجه النقص ومعالجتها وتكيفها وتطويرها من جميع الوجوه. سواء كانت عقلية أو جسمية أو نفسية أو فسيولوجية أو سلوك أنساني معدل حتى نصل في النهاية بالفرد الى مستوى الكمال.
وتحظى الأهداف والأغراض التربوية والتعليمية بالتقدير دون شك إذا عرف الشخص في أي اتجاه يجب أن توجه الخبرات والمهام في المحافظة على الحكمة والمعارف النامية، وعلى طموح الجنس البشري، وأن تعزز ذلك كله وترعاه وتعمل على الارتقاء به، وأن يصبح في متناول الأجيال المقبلة عن طريق استعمال كل ماهو جديد ومفيد من عمليات التعلم والتعليم والتدريس.
ان عملية التدريس تحاول ان تحقق اهداف عديدة منها التعلم والتعليم اللذان يعدان اهم المردودات المهمة للتدريس, حيث يمكن من خلال التعلم والتعليم اعطاء المعلومات وإكساب المعارف ,لذا فإن المدرس الماهر يمكنه السيطرة على المواقف التدريسية الجيدة التي لايتوقف على تعلم الطلبة فقط , بل يتمتعون بالتعلم والتعليم الذي يكون اكثر متعة لهم.
ان التطورات العلمية الحديثة التي بدأت تؤثر بشكل مباشر في العملية التربوية والتعليمية، دفعت جميع دول العالم للعمل على تطوير أهدافها وأغراضها واستراتيجياتها بما يتلاءم مع هذه التطورات، اذ بدأ ت بتغيير مبادىء وأسس التربية والتعليم والتعلم والتدريس وفلسفاتها من خلال الكشف عن مستجدات تتصل بطبيعة الفرد ونموه, اضافة الى ايلائها مسؤولية مساعدة المعلمين والطلبة على متابعة التعلم والتعليم والاهتمام بتشجيعهم على الاقبال في عملهم وعلى امور حياتهم بأساليب اكثر ابداعا وتوجيه الجهود التربوية والتعليمية الى اهمية تتبع البيئة والابداع والقيادة وبناء الثقة واتخاذ القرارات لجعل العاملين في هذا المجال الحيوي والمهم فاعلين ويصبح دورهم هو تطوير الأجواء بهدف تنمية الانسان وفق المعايير التربوية والتعليمية السليمة, والتخطيط الدقيق لجميع البرامج التربوية للإفادة الى أقصى حد من المواد المتاحة، لأن التخطيط له أهمية كبرى كونه محور النشاط التربوي.
وانطلاقاً من هذا المبدأ وجب اعتماد المقاييس الموضوعية بشكل علمي ودقيق في معالجة وتحسين العملية التربوية والتعليمية ، بإستعمال وسائل وأساليب حديثة تمكن العاملين فيها من تفهم أوضاع جديدة تتلاءم مع ظروف ومتطلبات عملهم. ومساعدة المعلمين و المدرسين والمختصين على فهم مايجري في المدارس والجامعات وتزويدهم بمعلومات اساسية وأفكار يستطيعون من خلالها متابعة تنميتهم خلال حياتهم المهنية ويوضح لهم بأن التربية والتعليم والتعلم والتدريس تستند الى رصيد من البحوث العلمية مما يساعدهم على صياغة اسئلة بحثية خاصة بهم ,تمكنهم من تنمية تصوراتهم العقلية او مفاهيمهم بعد دراستهم لمادتهم , وتزويدهم بتوجيهات عملية تفيدهم في ممارستهم لمهامهم من خلال نقل مواقفهم وتعليم وإكساب المعلومات والخبرات والمهارات الى طلبتهم لمساعدتهم على التعلم والنمو المتكامل ورسم التجارب التربوية كل وفق ظروفه واستعداداته وقدراته وميوله .
نأمل أن يكون هذا محققاً لما نرجو له وأملا في الوقوف أمام ذلك التطور المتسارع في هذا العالم المتغير، ومحاولة اللحاق بإبداعات العقل الإنساني، ومواكبة المستجدات المعاصرة في التربية والتعليم والتعلم والتدريس.
ومن الله التوفيق