كتاب أكاديميا

د.عبدالعزيز الفيلكاوي يكتب :التربية البدنية والرياضة بين الإقرار والإلغاء

التربية البدنية والرياضة
بين الإقرار والإلغاء
تداولت الأنباء مؤخرا عن إدراج مادة التربية البدنية في جدول التعليم عن بعد ، ليكون في مصاف المواد الأساسية كالعربي والإنجليزي والرياضيات والعلوم بأنواعها ، وهناك حاله بين الشد والجذب في قرار إعتماده من عدمها في وزارة التربية  والمعلمين وأولياء الأمور بحجة أن مادة التربية البدنية هي مادة عملية تتطلب التطبيق العملي ليتعلم الطالب المهارات في بعض الرياضات .
 وسوف أستعرض وجهة نظر الطرفين
الفريق الأول مع إلغاء مادة التربية البدنية مؤقتا لعدم ضرورتها في الوقت الحالي والأهمية هي لتدريس وتعلم المواد الأساسية وأن التربية البدنية ليست ذات أهمية فهي مجرد لعب ولا تقارن بالمواد الأخرى ، و مادة تحتاج إلى أدوات  وملاعب و تطبيق في الميدان لتعلم المهارات الحركية في بعض الألعاب وهو ما لا يمكن في ظل الوضع الحالي ووجود وإعتماد التعليم عن بعد ، وأن إقراره مضيعة لوقت وجهد الطالب والمعلم في آن واحد  .
الفريق الثاني مع إقرار مادة التربية البدنية في الجدول وأن التربية البدنية تتضمن معلومات نظرية كالمواد الأخرى يمكن للطالب أن يتعلمها ويستفيد منها وهي متعلقة بالصحة العامة واللياقة البدنية ووظائف الجسم الحيوية والكثير ، والتي إذا تعلمها سوف تأثر على طريقة و نمط حياته .
أغلب الدراسات وشخصيا مع الفريق الثاني وسوف أوضح بعض الأسباب مستندا على بعض الدراسات العلمية .
تشير بعض الدراسات العلمية أن ممارسة الرياضة تؤثر بشكل مباشر على كفاءة التحصيل العلمي للطالب من خلال تدفق الدم إلى الدماغ وبالتالي تحفيز مركبات كيميائية تساعد في تغذية و نمو الخلايا العصبية التي تجعل الدماغ يعمل بأقصى طاقته ، وأن الرياضة هي أجمل هدية تقدم للأطفال والمتعلمين من التلاميذ والطلاب وبعض الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه ، وأن زيادة النشاط البدني ينشط عمل الجهاز الدوري التنفسي في نقل الدم المحمل بالأكسجين والجلوكوز إلى جميع أجزاء الجسم والدماغ أيضا فتتحسن وظائف الدماغ الإداركية مثل الفهم واليقظة والتركيز والتذكر والحفظ .
وأعتقد أبنائُنا حاليا في أمس الحاجة إلى هذا النشاط والحركة في ظل تواجدهم أمام الأجهزة الذكية بأنواعها سواء عند تعلمهم عن بعد أو عند قضاء أوقات الفراغ فمعدل جلوس وخمول العضلات والعظام والأجهزة الحيوية كبير على مدار اليوم ، والرياضة وممارستها بشكل عام تقوي العضلات والعظام وتساعد في التمثيل الغذائي في الجسم وتفتح الشهية وتخلصهم من عيوب وجباتهم الغذائية عبر التخلص من أضرارها ومازاد عن حاجة أجسامهم ، وتخلصهم من الدهون الزائدة ، والنشاط الحركي يقيهم من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين والسكري والسكتة الدماغية وتقيهم من مشاكل المفاصل كالخشونة وتزيد من قوتها ومرونتها ، وتقوي جهاز المناعة لديهم وهو ما نبحث عنه في الوقت الحالي في ظل وجود هذا الوباء .
أما على الجانب النفسي
فلنضع أنفسنا محل أبنائنا وما يشعرون به من عبء الدراسة والتفكير والتدريس والتركيز طوال الوقت دون وجود فترات راحة ترفيهية لهم ، فعند ممارستهم الحركة والرياضة فهي تشعرهم بالمتعة والإثارة والسعادة وتبعد عنهم الإكتئاب ، والرياضة تمنحهم قدرة أكبر على الانضباط والتحكم بالضغوط والتوتر في حياتهم وتساعدهم على النوم وتعززه وتعالج الأرق والتفكير السلبي
ويجب أن لا ننسى أن أبنائنا في جميع المراحل التعليمية يتعطشون للحركة واللعب كغريزة وهي من أهم خصائصهم البدنية والنفسية
لذلك نرى أن ممارسة الحركة والنشاط البدني والرياضة مهمة جدا لأبنائنا وترفع من كفاءة صحتهم وتحصيلهم العلمي والأهم أنها تشعرهم بالمتعة والسعادة وتجعلهم أكثر إستعدادا وإقبالا للتعلم

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock