كتاب أكاديميا

أ. مشعل الدويهيس يكتب: الإيجابية السامة

أ. مشعل الدويهيس يكتب: الإيجابية السامة

​كثيرا منا يسمع كلمة إيجابية والتفكير الإيجابي ويفهم المعنى العام للكلمة على انها التفاؤل والتفكير بالسعادة وتجاهل الاحزان وغيرها من الأمور التي قد يخلط الناس بينها وبين الإيجابية بحد ذاتها.

الانسان لديه العديد من السمات في شخصيته وقد تكون الإيجابية احدى هذه السمات، الإيجابية لا تعني ان يكون الانسان مرح وسعيد طوال الوقت، قد يكون الانسان سعيدا، ولكن ما ان تواجهه مشكله فإنه ينهار ولا يستطيع تجاوزها، بل أحيانا يدب فيه اليأس وعدم القدرة على التفكير لتجاوز هذه المشكلة.

ان الإيجابية تعني القدرة على مواجهة المشكلات وحلها بكفاءة وعدم اليأس عند مواجهة المشكلات والتحديات، الإيجابية الحقيقية تظهر عند وجود تحديات حقيقية غير ذلك فالكثير يستطيع ان يتحدث عنها وكيفية تحقيقها، الإيجابية بحد ذاتها فكر وسمه شخصية ممكن ان تكون متواجدة في اشخاص لا تظهر عليهم مظاهر التفكير الإيجابي ابدا ونفاجئ بقدرتهم على مواجهة التحديات والمشكلات التي يتعرضون لها بكل ثبات وحزم. هنا تكمن القوة الحقيقية للتفكير الإيجابي وليست شعار السعادة والايجابية في كل الأمور.

هناك فرق بين الإيجابية كممارسة وطريقة حياة وبين الإيجابية التي تتجاهل الأمور السلبية او كما يطلق عليها الإيجابية السامة، الإيجابية السامة هي نكران الشخص لاي حدث سلبي او أفكار سلبية، بل عندما تجعل الناس يشعرون بالسوء لمجرد انهم شعروا ببعض المشاعر السلبية والتي هي جزء من المشاعر الإنسانية علينا تقبلها ومعالجتها وهذا أفضل بكثير من ان يتم تجاهلها وتركها معلقة، ونكرانها لا يعني بالضرورة اختفاءها.

احدى المرات قررت أن أستشير شخص في متخصص في التصوير الفوتوغرافي لإحدى الصور التي التقطتها للمشاركة بإحدى المسابقات, لم اكن مقتنع كل الاقتناع بتلك الصورة وقررت الاستشارة, كان هذا الشخص إيجابي لدرجة سامة فقد اخبرني ان هناك جزء من الصورة اعجبه فقلت له وهل هذا الجزء يؤهلني للفوز بالمسابقة فقال لا اعلم عن باقي الصورة فأنا اشاهد الإيجابيات فقط ولا تهمني السلبيات, حمدا لله لم أخذ برأيه واخترت صورة أخرى فازت بالمركز الثالث, هذا النوع من التفكير الإيجابي السام ممكن ان يهدم مستقبل شخص فقط لأنه استشار الشخص الخطأ.

قد يحدث ان تطلب من أحد الايجابيين السامين نصيحة حول وظيفة معينة وبكل اريحية ينصحك بوظيفة لا تتناسب مع ميولك او قدراتك ويكون عامل الاختيار عنده ان الملابس لتلك الوظيفة جميلة ومقر العمل (كشخة ونظيف والممرات كلها رخام) بينما واقع تلك الوظيفة هو التعب والضغط الوظيفي والراتب القليل مقابل الجهد الكثير.

لذلك كن إيجابيا بعقل وقم بوزن الأمور في ميزانها الصحيح وعند حدوث المشكلات والتحديات واجهها ولا تجاهلها فكل المشكلات والتحديات ستكون لك خبره ودروس وتقويك من جميع النواحي.

أ.مشعل الدويهيس

Insta: @Duwaihees

Email: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock