كتاب أكاديميا

هاشمية الهاشمي تكتب: الوجه الآخر

عندما يتأمل الإنسان في مجريات الحياة ويترقب القادم بشوق أو.. بخوف ، فلا يعلم غيب الأيام القادمة .. كل في سر مكنون ، وما رسمه القدر فهو مستقبلنا القادم ، قد تتغير جميع مقاييس الحياة وقد تتبدل الظروف والأيام .. ولربما صدمنا بشيئ من الخوف والقلق أو العكس، فالأيام لا تهب لنا سرورا عظيما ولا حزنا عقيما ، ولن نستسلم الى الخوف والأوجاع ..

الحياة لها وجهان .. وجه جميل وآخر حزين ، وتلك هي التقلبات .. فامنح نفسك القوة لكي تواجه التغيرات بشجاعة ، ويجب التصدي بكل حزم لجميع المخاوف وما يعيق الإنسان ، فالرغبة في الوصول الى جوهر ” الوجه الآخر ” للحياة هو الأفضل

فالنوايا صفات مخفية ، تظهر بوادرها مع الأيام ..

ولنا في قصص الأنبياء وقفة مميزة مع نبي الله ” داود عليه الصلاة والسلام ، فقد أعجبت بسيرته وكرامة مواقفه مع الناس وإيمانه الشديد بالله سبحانه وتعالى .. وبفضل عبادته أعطاه الله خيرا كثيرا وفضلا عظيما ، فكان عندما يقرأ الزبور ويصدح بصوته الجميل .. كانت الطير تكف عن الطيران وتقف على الغصون لتسبح وتدعو الله بدعاء داود عليه السلام ، كذلك الجبال تردد خلفه وتجيب وتسبح في العشي والإبكار ..

وكان من فضل الله عليه بأن حباه بالقوة الخارقة كما في سورة سبأ (وألنا له الحديد) فكانت تلك الميزة التي وهبها الله له هي قدرته على تشكيل الحديد كالعجين بين يديه ، فكانت المعجزة الإلهية والقوة الخارقة هي ” الوجه الآخر” الذي منحه الله تبارك وتعالى ، فوفقه الله وأعانه كما ذكر في سورة ص ( وشددنا ملكه وءاتيناه الحكمة وفصل الخطاب ) فقد رفع الله شأنه بسبب العبادة الخالصة لله ، وهناك قصص تاريخية ذكرت في القرآن تحمل إشارة واضحة لضرورة الإنتباه ” للوجه الآخر” في الحياة الإجتماعية ..

فالنبي داود عليه السلام تنبه للرجل الذي أراد ضم نعجة أخيه الوحيدة لنعاجه ، فكانت تلك الخطيئة سببا لخلاف أحدثه ” الوجه الآخر ” بعدما اكتسب ثقة وتقديرا واحتراما من نبي الله داود عليه السلام ..

مهما اجتهد الإنسان وحاول تدارك الأمور للبحث عن وجه آخر في معاملات الحياة، فلن يفلح لوجود اتفاق مسبق بين العقل الباطن والنوايا الخفية التي تعمل على إخفاء الحقائق قدر الإمكان ..

فالوجه الآخر في الإنسان هو الإنصياع لعدة رغائب منها الظلم والجور أو الحزن والكبت أوالتظاهر بالفرح أو إنجاز وتضحية وما شابه من أمور كثيرة …

فالتغيير المفاجئ في السلوك هو الخروج من دائرة الواقع الى دائرة ” الوجه الآخر” كصفة غير مرغوبة في تغيرات سيكولوجية الإنسان وشعوره .

فالإبتسامة تعني الكثير كالفرح والعتب أو الإحتيال ، بملامح عديدة ولها “وجه آخر” غير إيجابي ربما إنتصارا لحدث ما ..

والشاعر أحيانا يبدع في تصوراته فيلقى الضوء على الأحداث بجمال وإبداع عاطفي لا مثيل له .. فالصدق هنا يكمن في الكلمات والخيال .. وإذا ألقينا الضوء على حياة الشاعر الخاصة لعلمنا بأن هناك ” وجها آخر ” للحياة .. لا يظهر للملأ ، ولكنه مختبئ وراء الحقيقة ، فلا يرغب بالإعتراف متمسكا بتقاليد الإنسانية الخاصة

قال تعالى في سورة طه : ” وعنت الوجوه للحي القيوم ، وقد خاب من حمل ظلما ”

بقلم : هاشمية الهاشمي

Twitter : @H_ALHASHEMMI

Email : [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock