كتاب أكاديميا

سوسن إبراهيم تكتب :قائدُ الانسانية حيٌ لم يمُت

قائدُ الانسانية حيٌ لم يمُت

لقد غربت شمس الثلاثاء الموافق ٢٩ من شهر سبتمبر عام ٢٠٢٠ بإنطفاء صباح الكويت. يوم حزين ومصاب جلل كان نبأ وفاة الأمير الإنسان والأب الطيب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المغفور له بإذن الله. لا الكلمات ولا الحروف تكفي لتعبر عن هكذا حدث أدمى القلوب وكسى العالم بغمامة سوداء حزينة. برحيله ارتدت عروس الخليج والدرة الثمينة رداءً أسودا ألما وحزنا على الفقيد رحمة الله عليه.

الأعلام نُكست والحداد بدأ وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره تجرعنا الحقيقة المرة برحيل من ظننا بأن إنسانيته المفرطة ودبلوماسيته الأصيلة سكبت عمرًا فوق عمره فأسلمنا بأنه باقٍ إلى أبد الدهر.

أميرنا الحبيب لم يمت لان كل فعل خير أقامه باقٍ وكل فرد أحبه سيلهج بالدعاء له، وكل ابتسامة صنعها مازالت تحتفظ بثناياتها محفورة بالتاريخ، لن تنساه تلك الأيدي العاجزة التي لم يتلقفها إلا الأمير الإنسان الذي عاش من أجل غيره حيث قدم باستمرار المساعدات الدولية والإغاثية للدول المتضررة والمنكوبة. ومضى الكويتيون على نهجه فأصبح مثالا يُحتذى به وقدوة حسنة لأجيال من بعده. فالآن ولجميع العالم صار معروفا بأن الكويتي خيّر بطبعه إنسانيا بأفعاله.

لقد كان المغفور له بإذن الله تعالى، ساعيا ووسيط خير جاهد بكل الوسائل ليحقن دماء المسلمين ويقطع الشحناء ويصلح المتخاصمين وينفض العداوة والبغضاء من قلوب المسلمين عاملا بما اوصاه الله سبحانه وتعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال:1] وفي آية أخرى وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:128]. والتاريخ شاهد على تلك الوساطات والمحاولات الحثيثة التي قام بها أملا بالوحدة الوطنية وإيمانا منه بأهمية العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج.

لقد كان صاحب رسالة نبيلة وابتسامة شامخة أبوية لأخر رمق في حياته.
ولا ننسى الموقف البارز في حياة المغفور له بإذن الله، دوره الصارم والحازم في القضية الفلسطينية ودفاعه عنها دفاعا حثيثا عادلا. لم تكن المساعدات هي وحدها العلاقة التي تربط الكويت وفلسطين بل لقد وقف شامخا كالطود ضد التطبيع وظل صامدا يؤكد فلسطين للفلسطينيين وثابتا امام جميع من تسول له نفسه في الانجرار نحو التطبيع المهين للكيان الغاصب الخبيث.

هذا المقال ليس مقالًا عن مناقب الشيخ صباح الأحمد رحمه الله لان سرد مناقبه تطول وجزءا من التاريخ لا تمحوه السنون ولكنه لمواساة كل من احبه ولكل قلب اعتصر لفقده ولكل الشعب الكويتي والأمة العربية التي أصبحت يتيمة بعد فقد الأب الحنون.

قائد الانسانية مازال حيا لأنه لم ولن يمت في قلوبنا، بل سيبقى النبض والأثر الطيب.
انا لله وإنا إليه راجعون الى جنات النعيم، الى جنات النعيم.

سوسن إبراهيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock