أنوار راشد تكتب :أهمية التدريب الالكتروني
إن للتدريب أهمية كبيرة في هذا العصر المتطور الذي نعيش فيه، إذ إن التطور التكنولوجي والعلمي بات سريعاً بحيث أننا باستمرار بحاجة لتعلم مهارات وعلوم جديدة، فليس هناك مثال أشهر أو أوضح من الحاسوب وتطوراته السريعة بحيث أننا نحتاج لتعلم الجديد في هذا المجال وربما كل أسبوع، لذلك فلننظر إلى التطور السريع في مجال العلوم الإدارية وتأثير العولمة على مفاهيم الإدارة، إلى جانب المجال الصناعي حيث نجد أن التطور التكنولوجي يجعلنا مضطرين لاستخدام معدات متطورة وبالتالي نحتاج إلى التدريب المهني المستمر الذي يعزز المهارات ويصقلها بإتقان.
وفي هذا السياق، أصبح مصطلح التدريب الإلكتروني متداولاً في الآونة الأخيرة خصوصاً في مجتمعات الطلاب والمؤسسات التعليمية، فصار شائعاً في أوساط الشركات والأعمال لتعدد استخدامه في تلك المجالات، حيث يُعرف التدريب الإلكتروني أيضاً بالتدريب على الحاسوب ( CBT ) Computer Based Training ، وهو شكل من أشكال التعليم الذي يحدث على شبكة الانترنت بشكل كلي، ينطوي على مجموعة متنوعة من عناصر الوسائط المتعددة، بما في ذلك الرسومات والصوت والفيديو وروابط الويب Links، والتي يمكن الوصول إليها جميعها من متصفح الإنترنت، وتستخدم هذه العناصر بدلاً من مكونات الفصول الدراسية التقليدية.
ولكن التدريب أصبح ليس مرتبطا فقط بالعلوم والمعارف والتقنيات الحديثة ولكن التدريب له أسباب أخرى، فمن أهم هذه الأسباب تقوية نقاط الضعف لدينا أو لدى العاملين في المؤسسة والتي تقل من كفاءتهم لأداء أعمالهم، لذلك قد يكون مَنشأ نقاط الضعف هذه ضعف التعليم أو الاختلاف بين التعليم وبين متطلبات العمل أو تغيير المسار الوظيفي. فالكثير منا عندما يبدأ حياته العملية يكتشف أنه لا علم له بكتابة تقارير العمل ولا بتنظيم الاجتماعات ولا بقوانين العمل ولا بأساليب تحليل المشاكل. لذلك فإن هناك الكثير من نقاط الضعف التي نحتاج لتقويتها بالتدريب، فكثيرا ما ترى المديرين يستهزؤون بمهارات الخريجين الجدد ويكتفون بالتحدث عن ضعف مستواهم وهذا أسلوب غير بناء وغير محترم.
ومن هذ المنطلق، فلو حاولنا تدريب هؤلاء فإننا قد نكتشف أن لديهم قدرات عظيمة وسيفيدون العمل كثيرا وسيكون لديهم قدر من الولاء للمؤسسة التي منحتهم فرص التدريب وكذلك يكون لديهم قدر من التقدير لمدراءهم الذين اهتموا بتنمية وصقل مهاراتهم التدريبية.
يعطي التدريب الإلكتروني المتدربين فرصة التفاعل الحي وتقديم الآراء والمشاركة عن طريق الأسئلة والاختبارات القصيرة والمسابقات. ويجرى التفاعل بين المدرب والمتدربين أيضاً من خلال وسائل أخرى؛ مثل: النقاشات، والمدونات، والبريد الإلكتروني، وغيرها من أشكال التواصل على شبكة الإنترنت.
إن التدريب لإلكتروني بشكل عام هو تعلم ذاتي ومخصص لملاءمة حاجات الأفراد المختلفة، لذلك فمن الممكن إجراؤه في أي زمان أو مكان بتوفر الأجهزة الذكية أو الحاسوب وسرعة إنترنت جيدة، وهو بالتالي يساعد المستخدمين على الاستفادة من التدريبات بما يتناسب مع جدول أعمالهم اليومي، ويسمى هذا الشكل من التدريب الإلكتروني ” تدريباً غير متزامن “، أي يتم دون التقيد بوقت نشر المواد التدريبية، في حين يسمى التدريب من خلال البث الحي المباشر على الإنترنت ” تدريباً متزامناً”.
وللاستفادة من التدريب الإلكتروني، ينبغي على المستخدم معرفة أساسيات استخدام الحاسوب؛ كالقدرة على استخدام الفأرة، ومعرفة كيفية تصفح الملفات وتصفح الإنترنت، وبعض الأمور الأخرى المتعلقة بطبيعة الدورات التي ينضم إليها ومتطلباتها.
ما يميز التدريب الإلكتروني عن التدريب التقليدي:
• تجاوز عاملي الزمان والمكان، إذ يتيح الفرصة أمام المتدرب للاستفادة من المادة التعليمية دون الحاجة لمغادرة مكانه إلى موقع التدريب. ويمكنه مشاهدة المادة في الوقت الذي يناسبه بغض النظر عن موعد نشر المادة التعليمية. بذلك يتغلب على عوائق التدريب التقليدي مثل التنقل والسفر أو المرض أو ترك العمل أو الدراسة أو التكلفة المادية.
• بسبب التزايد المستمر في أعداد الدورات الإلكترونية ومحاولة كل عنصر مشارك في تقديمها النجاح في جذب أعداد أكبر من المتدربين، يزداد التنافس بين المدربين وبالتالي تصبح جودة المواد التعليمية المقدمة أفضل.
• إمكانية تحديث المحتوى التدريبي مع ظهور أي تطورات أو تغيرات ليظل المتدرب على اطلاع بآخر المستجدات حول موضوع الدورة، في حين يصعب تحقيق ذلك في التدريب التقليدي.
• عدم التقيد في التدريب الإلكتروني بأعداد المنضمين إلى الدورة الواحدة وبالتالي تعم الفائدة على أعداد أكبر من المهتمين.
• يسمح التدريب الإلكتروني للمتدربين بتكرار أنشطة التدريب بعدد المرات التي يحتاجونها وبما يتناسب مع قدراتهم لإتقان المهارات المطلوبة، ويكسر الرتابة والملل.
• يمكن للمتدرب الاستفادة من خبرات متدربين آخرين إلى جانب خبرة المدرب الواحد بغض النظر عن الموقع الجغرافي لكل منهم.
وفي هذا الإطار، يتميز التدريب الإلكتروني بالعديد من الميزات الأخرى والتي أهلت بعض منصاته لتقديم برامج دراسات عليا تتم بشكل كلي إلكترونياً تقدمها جامعات ضخمة حول العالم. وجعلت البعض الآخر يتوجه بالتدريب للعامة وأخرى لتدريب الموظفين داخل بيئات العمل، وتهدف جميعها لتسهيل التدريب أمام المتدربين، والتغلب على عوائق التدريب التقليدي.
وفي الواقع، إن أهمية التدريب الالكتروني ترجع إلى أن جميع الدلائل تشير الى ضرورة الاهتمام بنشاط تكنولوجيا التدريب خاصة بعد كبر حجم المشروعات وتعدد أنشطتها وزيادة سرعة تطورها وتغيرها. يضاف إلى ذلك، أن تقدم أي فرد في أي مشروع يعتبر بحد ذاته مرهون بكفاءته الانتاجية وكفاءته الانتاجية مرهونة بدرجة خبرته ومهاراته في التدريب وإلمامه بالتكنولوجيا وتطبيقات التدريب الحديثة، وأخيرا خبرته ومهاراته مرهونة بمقدار التدريب الذي حصل عليه.
المصادر والمراجع:
• أهداف التدريب والتمية المهنية-خالد محمد الزهراني-2013
• www.abahe.co.uk/b/human…as-a…/human-resources-as-a-system-61.pdf
Arab British Academy for Higher Education www.abahe.co.uk. 1
• إدارة الموارد البشرية(2008)—د. أحمد فرحات- القاهرة – دار العلم الحديث.
• التدريب والتدريس الإبداعي(2013)- د. طارق السويدان- شركة الإبداع الفكري- الطبعة الخامسة.
• التدريب الإداري الحديث(2005) -د. أكرم جبران- بيروت: دار العلم للملايين.
• http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=637
• Kermit Burley, “Four Characteristics of an Effective Training Program That Allows Employees to Learn Best”، Chron, Retrieved 5-6-2017. Edited
• عائدة نعمان (2008)، علاقة التدريب بأداء الأفراد العاملين في الإدارة الوسطى (دراسة)، الأردن: جامعة الشرق الأوسط، صفحة 17، 18، 19، 20، 23.
مقدم من أ/ أنوار العازمي- المعهد العالي للخدمات الإدارية- قسم اللغة الإنجليزية