كتاب أكاديميا

د. يوسف هادي يكتب: كورونا والتعليم عن بعد

إن ما حدث بالأشهر القليلة الماضية لم يكن بالبال ولا بالخاطر ، ولكن في عصر اللايقينية توقع غير المتوقع. لذا سنركز في هذا المقال على قضية التعليم عن بعد في ظل مثل هذه الظروف والتي من المحتمل أن تتكرر مستقبلا.

إن آثار مرض كورونا ليست على المستوى الصحي فحسب وإنما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي. فبحسب صندوق النقد فإن العالم خسر حوالي 10 تريليونات دولار ويحتاج على الأقل ثلاث إلى أربع سنوات لتعويضها. و على المستوى الاجتماعي كذلك تؤكد منظمة الصحة العالمية على مراعاة أعضاء الأسرة لبعضهم وتجنب العنف الأسري لا سيماوأن يحصل بعض الاحتكاك بين بعض أفراد الأسرة بسبب الحجر المنزلي والحظر الكلي. وعلى مستوى العالم فقد حوالي بليون ونصف طالب مقاعد الدراسة بسبب الحظر التي فرضته الدول كما أكدته جريدة الواشنطن بوست. وأثر اقتصادي خاص بالنسبة لدول الخليج لا سيما دولة الكويت وهو نزول النفط لمستويات متدنية مما يؤثر على مشاريع الدولة المختلفة خلال السنوات القادمة. وأدت هذه الآثار لشل الحركة في أكثر دول العالم، فالطيران والسفر بين دول العالم معطل من حوالي شهرين.

إذا نحن أمام أزمة غير عادية، أزمة تعصف بالعالم بمختلف الأصعدة، لذلك نحتاج لحلول إبداعية غير عادية لا سيما يذكر كثير من المحللين بالاضافة لبعض القياديين الخليجين على أن العالم بعد كورونا لن يكون كقبله، مما يدل على تغير كبير سنعيشه خلال السنوات القادمة.

لذلك وفقا لهذه الظروف تعليميا يمكننا أن نقول؛ إن عملية التعليم مستمرة ولا ترتبط لا بحدود مكانية ولا زمانية ولذلك تحولت كثير من دول العالم إلى التعليم عن بعد لكي يستفيد الطلبة من أوقاتهم خلال الحظر الكلي ويمكنهم من إكمال عامهم الدراسي بوقته، ومن هذه الحلول الابداعية بالنسبة للتعليم بالكويت هو التحول للتعليم عن بعد.

ونؤكد على أن التعليم عن بعد ليس التعليم بالمراسلة ولا عن طريق أشرطة الفيديو كما يظن البعض، وإنما هو منظومة متكاملة تتضمن فلسفة تربوية وإدارة محتوى تعليمي ونظم تكنولوجية. والجامعات والمدارس الخاصة قطعت شوطا كبيرا بهذا الشأن. وكذلك جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي تمتلك جزء ليس بالقليل من البنية التحتية للتكنولوجيا والتي يمكنها من تطبيقه مبدئيا إلى أن تنضج هذه التجربة وتكتمل.

نرجو من متخذي القرار أن يعيدوا النظر بالتعليم عن بعد ويطبقوه بشكل تدريجي، لا سيما وأن المدارس الخاصة أتمت عامها الدراسي عن طريق التعليم عن بعد بشكل طيب، فضلا عن أن التعليم العالي بدول الخليج مثل الإمارات وقطر والسعودية كذلك أتموا عامهم وتخرجوا وهم الآن على وشك التحضير للسنة القادمة، مما يعني أنهم تجاوزوا عقبة هذا الوباء المستشري، عن طريق تطبيق التعليم عن بعد. ونؤكد على المرونة الفكرية في مثل هذه الظروف الاستثنائية.

ختاما نرجو أن يرى التعليم عن بعد النور قريبا، ويستحق أبنائنا الطلبة هذه الخطوة المستحقة، لنساهم بتحقيق كويت جديدة وكويت 2035.

د. يوسف هادي العنزي
عضو هيئة التدريس بقسم تكنولوجيا التعليم – الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

Twitter: @Alanezi_Yousif

[email protected]

تحياتي
د. يوسف هادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock