كتاب أكاديميا

ا. د. بهيجة بهبهاني تكتب: المدارس الخاصة.. هل هي الأفضل؟!

يبرر أصحاب المدارس الخاصة وذات المنهج الأجنبي وثنائية اللغة مطالبتهم الدائمة برفع رسومها الدراسية، وذلك لكي تتناسب مع خدماتها المميزة: فهي تتبع مؤسسات عالمية الاعتراف، مما يفرض عليها التزامات مالية كبيرة، تقدر بعشرات آلاف الدنانير، كما أن المناهج الأجنبية مكلفة للغاية، فكلفة الكتب الدراسية للمنهج الاميركي ــ مثلاً ــ تتراوح للكتاب الواحد بين 50 و60 ديناراً للمادة الواحدة لكل طالب. كما أن دوام الهيئتين التدريسية والادارية في المدارس ذات المنهج الأجنبي يعادل 12 ساعة يوميا، مما يفرض زيادات في الرواتب وتعويضات مالية. كما أن جميع المدارس الخاصة المعترف بها عالمياً من قبل مؤسسات الاعتراف الخمس في الولايات المتحدة وأوروبا تفرض على جميع العاملين بالمدرسة برامج تدريبية وورش عمل مستمرة، تستوجب سفر ما يفوق 1/3 الهيئة التدريسية، وذلك للاطلاع على الجديد من البرامج الدراسية. وكل هذه التكاليف تكون على حساب صاحب المدرسة! وبناء على ذلك يتوقع أولياء الامور ان ابناءهم وبناتهم في هذه المدارس المميزة سينالون تعليما ذا جودة تنافس التعليم بالدول المتقدمة، وهنا يحق لنا التساؤل: هل فعلا ان الطلبة المتعلمين في هذه المدارس يتميزون عن طلبة المدارس الحكومية في كمّ المعارف ونوع المهارات التي لديهم، وناجحون في الحياة العملية؟ أم أنهم فقط يفوقونهم بإجادة اللغة الانكليزية والشخصية الجريئة بسبب الانشطة والفعاليات المختلطة في تلك المدارس؟ بينما عملية التعليم الفعلي وأساليب التدريس ما زالت تلزم أولياء الامور بكل المراحل الدراسية الاستعانة بالمدرسين الخصوصيين لتدريس أبنائهم وبناتهم اساسيات العلوم والرياضيات واللغة العربية! فقد ذكر لي العديد من أولياء الأمور، الذين يدرس أبناؤهم في تلك المدارس، انهم يستعينون بمدرسين خصوصيين، من العاملين في تلك المدارس ــ لتسهيل فهم محتوى المواد الدراسية الاساسية لأبنائهم وبناتهم! ولقد أصدر المجلس الاعلى للتخطيط في الكويت تقريرا شاملا، جاء فيه ان نسبة الانفاق السنوي على الطالب في الكويت تفوق كثيرا بقية الدول بمقدار 11 ضعفا.. ورغم ذلك، فقد احتلت الكويت المرتبة 92 بين دول العالم على صعيد جودة التعليم الابتدائي، والمرتبة 75 على صعيد جودة التعليم الاساسي! فهل هناك دراسة علمية عن مستوى خريجي المدارس الاجنبية؟ وهل باستطاعة وزارة التربية اجراء تلك الدراسة، ومطالبة تلك المدارس بالحد من السلبيات بها لتتناسب مع التكلفة المالية الكبيرة الواقعة على عاتق أولياء الامور؟ أم أن..؟!

أ. د. بهيجة بهبهاني

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock