هاجر نايف المطيري تكتب: العلاج المهني وعنف المدارس
خلال 2017 – 2018 أجرت إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية لوزارة التربية احصائية تربوية موضحة تزايد حالات العنف المدرسي بصورة كبيرة فقد أظهرت نتائجها ان في المدارس الحكومية هناك 35,393 حالة عنف مدرسي وتتمثل في عدوان لفظي أو بدني على الطلبة والمعلمين، وإتلاف ممتلكات عامة وهروب من الحصص ومن المدرسة وسرقة وتحرش وتدخين وتناول مسكرات.
ماهي أسباب العنف؟ وفقا لمقالة للكاتبة أفنان أبو مفرح أن أسباب العنف عند الاطفال هي ١– محاولة التخلص من سوء معاملة الكبار، ومن ضغطهمالزائد، ففي كثير من الأحيان يمنع الكبار الطفل من فعل كل ما يريدوه، ممايشكّل ردة فعل عنيفة اتجاه هذه الضغوطات، ٢– التدليل الزائد، والحماية المبالغفيها، وتوفير جميع الطلبات التي يريدها، حيث يزيد عدوانيته في حال تم رفضأحدها، بحيث يواجه ذلك الرفض بالصراخ، والتكسير، كما أن القسوة الشديدةعليه تولد لديه العنف، ٣– محاولة تقليد الكبار، خاصةً إذا كان أحدهم عصبياً،فإن ذلك يؤثر بشكلٍ سلبي على تصرفات الطفل، ٤– الشعور بالغيرة، حيثتظهر على الطفل تصرفات عدوانية تجاه من يغار منهم، ٥– محاولة إثارة انتباهالموجودين أمامه، وخاصةً الوالدين، ٦– تعرض الطفل للعنف يولد لديه ردة فعلعنيفة، او تعرض الطفل لحالةٍ نفسيةٍ تدفعه للعنف، مما يمنحه شعوراً بالنشوةواللذة لانتقامه، ٧– تجاهل الطفل، وعدم إشعاره بقيمته، وكبت رغباته يزيدعدوانيته، واخيراً رؤية الطفل لتصرفات عدوانية، سواء أمامه، أم على التلفاز،علماً أن برامج الأطفال تعد من البرامج الأكثر عرضاً لمشاهد العنف.
مع الأسف الشديد يقوم بعض المعلمين للطلبة العدوانين أو المشاغبين بضربهم وأهانتهم والصراخ عليهم واحراجهم أمام الطلاب. طرق العقاب هذه تعتبر مخالفة للوائح المدرسية لوزارة التربية والتعليم لدولة الكويت والتي تنص على الابتعاد تماما عن العقاب البدني والألفاظ الجارحة والتحقير واتباع الأسلوب الهادىء بعيدا عن الانفعال والعصبية وأنه يجب النظر إلى الجزاء في الإطار التربوي السليم المراد منه تحقيق اهداف وقائية تقويمية وعلاجية.
للعنف المدرسي آثار ومن أهمها: خوف الطالب من المعلم والمدرسة، غياب الإحساس بالأمان النفسي، والشعور بالتوتر الزائد والعصبية، التأثير سلباً في تركيز الطالب والانتباه في الصف الدراسي وبالتالي تدني مستواه التحصيلي، الكذب والتمارض للغياب عن المدرسة، التسبب في مشاكل مرضية منها التبول اللارادي والإنطوائية والاكتئاب، وايضا تولد مشاعر الكره للمعلم والمدرسةوالتفكير بالهروب والتأخر عن المدرسة.
لذلك شدد مسؤولون تربويون على ضرورة تكاتف الجهود كافة بين أولياء الأمور، المعلمين، وجميع المسؤولين التربويين لمعالجة ظاهرة العنف الطلابي من خلال طرق عدة منها : نبذ العنف، ونشر ثقافة الإنصات والتواصل والتسامحبين الطلاب، والمعلمين، تنظيم اجتماعات ولقاءات مع أولياء الأمور، فهذهاللقاءات تحفز الاستماع إلى الطالب عن الحوار والتعبير عن رأيه، والاستماعإلى ملاحظات المعلمين حول الطالب ذاته، تعزيز وتحفيز الأنشطة الثقافيةوالرياضية والمواهب في النظام التعليمي، تفعيل دور المرشد الاجتماعي فيالبحث ودراسة ومعالجة العنف من خلال التحقيق مع الطالب العنيف والطالبالمعتدى عليه واتخاذ الإجراءات المناسبة، خلق فرص أو حصص دراسية تختصبالاستماع والتواصل مع الطلاب، تعزيز ثقة الطالب بنفسه والابتعاد عن أسلوبالتحقير والتهميش، عقد الندوات والمحاضرات التي تثقف الطلاب عن ظاهرةالعنف وأشكاله وأضراره وكيفية التعامل معه، واخيراً تعزيز دور المرشدالاجتماعي في التواصل مع الأسرة، والطالب، والمعلم. وأيضاً من الجدير بالذكر أن لإخصائي العلاج المهني دور فعال في معالجة هذا الخلل السلوكي.
من هو إخصائي العلاج المهني؟ يعالج أخصائي العلاج المهني مشاكل الأطفالوالمراهقين العاطفية والسلوكية التي تتداخل مع نشاطات الحياة الاجتماعية. على سبيل المثال : أخصائي العلاج المهني يساعد الطفل على تنمية القدرةعلى مواجهة الصعوبات، تخفيف الشعور بالإحباط، السيطرة على الغضبوالتدريب على التحكم بالانفعالات العصبية ليكون الطفل قادر على تحقيقالنجاح في المهمات الفردية أو المهمات التي تتطلب تفاعلاً مع الأشخاص سواءكانت في المنزل أو في المدرسة أو حتى في المجتمع. تصبح المهارات الفرديةأساساً في حياة الإنسان مع تقدمه في السن. أخصائي العلاج المهني يساعدعلى تعزيز هذه المهارات الشخصية وتعزيز الارادة الذاتية خلال مرحلة الانتقالمن حياة الطفولة والمدرسة إلى مرحلة الرشد.
يقوم إخصائي العلاج المهني بتقييم المشاكل التي يواجهها الطالب في المدرسة مثلا: لا يستطيع التركيز في الفصل, تدني مستواه التحصيلي, أذية الطلاب الآخرين أو المعلمين, يتم التنمر عليه من قبل طلاب آخرين, لا يحب المدرسة أو الدراسة, اكتئاب وغيرها من المشاكل النفسية, ثم يقوم بمعرفة أسباب هذه المشاكل لايجاد حلول لها خلال الجلسات العلاجيه. ومما لا شك فيه أن الجلسات العلاجية التي يتم تقديمها تكون مبنية على دراسات وبحوث علمية تثبت مدى فعاليتها في علاج المشكلة.