يوسف عوض العازمي يكتب: كل هذه القيود!

” ليس من المنطق في شيء أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق “
( ميخائيل نعيمة )
يستلج الزمان دخل افكاري ، فكرة تتبعها فكرة . ثم تبقى نفس الفكرة !
كثيرة هي القيود !
متماسكة . . متأرجحة !
قيود على كل طريق ..
ليست كل الطرق معبدة .. و لا هي ممهدة !
طرق كنت أعتقدها يسر .. و كانت هي العسر !
إستنطاق الفكرة أثناء الكتابة ، أصعب من كتابتها !
مثلما ليس كل مايعرف يقال ، أيضا” ليس كل مايكتب ينشر !
الدنيا قصيدة ، كل يوم بيت شعر ..
قافية البيت هي النهار و الليل .. و الوزن هي التفاصيل !
جودة البيت و ملاءته الأدبية ، بحسب اليوم !
بيت الشعر يزون نفسه بنفسه ، بحسب اليوم !
هناك أيام لاتصلح معها القصائد !
و لحظات حتى بيت الشعر أكبر قدرا” منها !
دائما” عندما أتحدث عن قيود أتذكر الحرية ، و أقارن القيد بالحرية ، و هل بديهيا” وجوب وجود قيد هو أمر حتمي لموازنة الحرية ؟
بمعنى آخر .. هل أن أنعم بحرية هو بنفس الوقت تقييد لحرية أخرى ؟
أسهلها عليك أكثر : هل أي قيد هو نتيجة غياب حرية ؟
هل وجود القيد يعني عدم وجود حرية ، و العكس صحيح ؟
و من أقوال الفلاسفة سأنقل قولان إذ قال والتر كرونكايت: ليس هناك حرية جزئية، إما أن تكون حراً أو لا تكون !
فيما يقول جون ستيوارت ميل: السبب الوحيد الذي يجعل الإنسانية أو -جزءاً منها- تتدخل في حرية أو تصرف أحد أعضائها هو حماية النفس فقط !
و الحقيقة أن الكثيرون يعتقدون ( و أنا أحدهم ) بأنه لا وجود لحرية مطلقة ، هناك حدود أخلاقية و عقلانية ، و ثوابت شرعية ، و ممنوعات قانونية تحول ضد هذه الحرية المطلقة !
لاتقذف الآخرين و تبرر ذلك بالحرية !
لاتتعدى على المجتمع و تتعذر بفك القيود الإجتماعية !
في الحياة كلها ، لكل مقام مقام مقال !
يعني منطقيا” قد أتقبل أن يشعل أحدهم سيجارته بمجلس أجتماعي ، لكن هل تتقبل نفس الفعل في مسجد ؟
هل في ذلك تحررا” من القيود أم وقاحة ؟
أيضا” هناك قيود غير منطقية ، و هنا أشدد على الجانب الإجتماعي ، و أرى أن عددا” من العادات التي تم إلباسها الثوب الدين ، و الدين منها براء ، ييتعين تغييرها !
الأكيد أن كثيرا” مانستهجنه اليوم قد يكون مستحسنا” في المستقبل ..
و أسأل علماء علم الإجتماع !
يوسف عوض العازمي
alzmi1969@