كتاب أكاديميا

نحو النظام العالمي الجديد | الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

لا شك إننا كأمة عربية وإسلامية نواجه تحديات عالمية خطيرة تتطلب منا الإنتباه وأن ننحى خلافاتنا جانبا سواء سياسية ، دينية ، ثقافية ، إجتماعية ولعل هذه التحديات هى ما يقع فى نطاق النظام العالمى الجديد والذى إنتقل من الثنائية القطبية الى الأحادية القطبية حيث أمركة العالم بعد تخلص الولايات المتحدة الأمريكية من الغريم الرهيب الإتحاد السوفييتى والذى تفكك ويحاول الآن أن يستعيد قوته على حساب أى شئ .

هذا النظام العالمى والذى جعل الأرض قرية كونية global village تحاول فيه أمريكا بمعاونة حلفائها الغربيين فرض النموذج الأمريكى على العالم بحيث يدور الجميع فى فلك القطب الواحد وذلك بفضل التطور العلمى المذهل والذى جعل من أمريكا قبلة الباحثين والعلماء والمفكرين الأحرار ولا شك أن هذا القطب الأوحد لا يدخر جهدا فى تخريب العالم حتى يبقى متحكم فى مقدرات الشعوب وذلك بإثارة النزاعات الدينية والعرقية وتأليب الشعوب على الأنظمة المستقرة وخاصة التى تعارض الهيمنة الأمريكية أو الأنظمة التى تقف حجر عثرة أمام المصالح الغربية عامة والأمريكية خاصة.  

ما يهم فيما إستعرضناه بشكل سريع هو كيف أننا نواجه هذه التحديات وهذه العولمة الإقتصادية والسياسية والثقافية ؟! والتى تحاول أمريكا من خلالها إستنساخ أنظمة وشعوب تقع تحت سطوة تأثير هذه الأمركة الحياتية فى كل شئ ، و خاصة أن منطقتنا العربية تغلى بصراع معقد وتاريخى لا يستمع فيه أحد لصوت الحكمة وكل توجه يريد أن ينتصر لزيف و أوهام لن تجدى نفعا فى عالمنا المعاصر والذى تزيد فيه الفجوة بين الشعوب العربية ، وفى نفس الوقت نجد بقية الأمم تبحث عن التحالفات القائمة على المصالح المشتركة وذلك لتأمين أسباب بقاءها لأطول فترة ممكنة .

هذه التحديات الخطيرة والتى يواجهها العالم لا تجد منا أى إهتمام حقيقى للأسف وذلك بسبب أننا أسرى للماضى بكل تفاصيله ، نعشق التراث والرواية والخبر القديم فقط لإثارة الفتنة وليس للإتعاظ والحكمة وتجنب الأخطاء ، عندما نتحدث عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى فنحن نقصد وبوضوح أن ندع الخلافات التاريخية للتاريخ و أن نحقق أنفسنا بحقيقة التوحيد لأن الله واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد ونؤمن بكل الرسل وما أنزل عليهم فلا مجال هنا للتفرق والتحزب ، لأن الله لن يصلح عمل المفسدين ، نحن لم نقدم شئ يذكر للبشرية حتى الآن ونجنى على شبابنا الواعد والذى يرى العالم يتغير ونحن لا نتغير ، علينا أن نصرخ دائما فيما بيننا بأهمية حرية الرأى والتعبير والحرية الفكرية وحرية كل إنسان فى حياته ما لم يضر الآخرين ، علينا أن نرسخ مفهوم الحرية الحقيقى وهو المنفذ الوحيد الذى نستطيع أن ننجو منه حتى لا نصبح جميعا فى خبر كان.ومن محاسن هذا النظام الحالي بانه يتتبع الفساد وحجمه الذي يستشري في الأجهزة التنفيذية ويستقصي ويحاكم كبار الفاسدين مهما عظم شأنه…

الحديث عن هموم وآلام منطقتنا العربية وأمتنا الإسلامية والتحديات التى نواجهها هو حديث لا ينقطع ولن نشعر بالملل من تكراره والبحث فيه وهى رسالة وواجب أخلاقى حتى نتغير ولو بقلوبنا على أقل تقدير لعل الله يحدث فرجا قريبا ويرزقنا هداية تصلح نفوسنا وأحوالنا .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock