إلى وزير التربية مع التحية
نبارك لوزير التربية الدكتور بدر العيسى ثقة صاحب السمو الأمير بتوليته وزيرا للتربية والتعليم العالي ونتمنى ان يكون معاليه على قدر هذه الثقة الغالية ونبارك لمعاشر التربويين بتعيين وزير أصيل بعد ان عانينا من وزراء بالانابة على الرغم من الجهود الطيبة التي قاموا بها ولكن «التربية والتعليم» هي في أمس الحاجة لوزير يتفرغ لادارة الجسم التربوي يشخص ويعالج الاختلالات التي تعتريه والدكتور بدر العيسى لا نملك عنه المعلومات الكافية سوى أنه ليس غريبا عن القطاع التعليمي كونه أستاذا في كلية العلوم الاجتماعية وقد يكون ذلك عاملا دافعا له في ادارة الدفة التربوية ولعل أول بشارات الخير التي قد تعطينا بعض الدلالات لتوجه الوزير هو تصريحه بأن الوزارة تحتاج الى نفضة ولكن كيف ومتى سيكون ذلك؟ فهذا أمر متروك للوزير ولكن ليسمح لنا ان نوجه له بعض الأسئلة هل عندما قبل الوزارة كان على خلفية كاملة بدهاليزها وهل لديه فكرة عن المشاكل التربوية والصراعات الادارية وسوء التخطيط المبني على ردود الأفعال وهل لديه التصورات والخطط لمعالجة أوجه القصور والمشاكل التربوية وهل قبوله الوزارة بهدف منهجي أكاديمي أم بناء على توجهات ايديولوجية معينة ولعل تصريحه الأول بأن المناهج هي على رأس أولوياته وهنا قد تكون الاجابة عن سبب قبوله لحقيبة التربية ولكن نحن معاشر التربويين لا يهمنا التوجه الفكري للوزير وايديولوجيته السياسية بقدرالاهتمام برفع مستوى مخرجات التعليم العام والتي باتت عبئا على الدولة وأحد معوقات التنمية الشاملة ورغم ان وزارة التربية ليست من الوزارات السيادية ولكنها هي الأهم لعظم تأثيرها ولذلك كانت خطا أحمر لدى البعض يحارب من يقترب من مناطق وجودهم وهي هدف البعض الآخر فهي أفضل مكان لنشر أفكارهم وتوجهاتهم وتعميقها في نفوس النشء.
ان تصريح الوزير بأن هناك الكثير من الملفات في المنظومة التربوية مطلوب معالجتها يحمل الكثير من التفاؤل نسأل الله ان يعينه فالملفات التربوية المحتاجة للتقويم عديدة وليست المناهج فحسب.نتمنى ان يكون جادا في توجهه بالمعالجة عبر المتابعة المباشرة وليعلم ان من سبقوه جميعا باختلاف توجهاتهم السياسية وان كان جلهم ان لم يكن كلهم من الليبراليين نجح البعض منهم وفشل أغلبهم فوزارة التربية وأي وزارة أخرى ماهي ألا عش للدبابير تحمل من سبقه الوخز طويلا ولكن في النهاية أثمرت جهوده عن نجاح في مكان ما ولكن بعضهم غرق في مستنقع التربية الآسن فيما نجا غيره الى البر بعد ان آثر السلامة فيما كانت التربية للبعض رمالا متحركة كانت وبالا عليه فطمرته وانمحى أثره ولذلك لابد ان يكون معاليك قد درس كل ذلك وأعد عدته لتطوير القطاع التربوي وأتمنى ان تكون على قدر الطموحات والتوقعات.
كل الأمنيات ان ينجح الوزير في تعديل هرم التربية المقلوب فلم يستطع الوزير الأسبق الدكتور أحمد الربعي رحمه الله من تعديله على الرغم من ما امتلكه من امكانات وغيرة على التربية وظل مقلوبا وحتى عندما استلمت حقيبة التربية طيبة الذكر الوزير الأسبق نورية الصبيح أم عادل ورغم انها خرجت من رحم التربية ومن قطاع التعليم العام بالتحديد فقد ووجهت بحرب ضروس وقبلك يامعالي الوزير استلم الوزارات أيضا العديد من الأكاديميين ممن يشار لهم بالبنان نقف لهم جميعا احتراما لما يملكونه من كفاءات وشهادات علمية كحسن الابراهيم ومساعد الهارون وبدر الحجرف وآخرهم سلفك د.عبدالمحسن المدعج فيا معالي الوزير النيات وحتى الشهادة العلمية ليست كافية لايجاد الحلول الناجعة.
معالي الوزير لعل من أهم الملفات التربوية المحتاجة للحل العاجل والسريع هي مسألة أبنائنا البدون وقبولهم بالمؤسسات التربوية الحكومية وهذا أهم التحديات التي ستواجهها فليكن أول قرار تضعه هو عودتهم للدراسة في المدارس الحكومية فقد بلغ جشع تجار التعليم مبلغه وهم بالنهاية شاء من شاء وأبى من أبى أبناء الكويت وجهودهم وعلمهم وانتاجهم سيصب في مصلحة هذا الوطن ونخاطب فيكم انسانيتكم في مسألة تسجيل أبناء البدون وعلى بلاغ الولادة لمن استعصى عليه استخراج شهادة ميلاد لأسباب تضعها اللجنة المركزية لمعالجة أوضاع البدون وكفانا قتلا لطموحاتهم وكفانا تجهيلا لهم وكفانا نشرا للامية بعد ان كنا رواد محو الأمية فهل يعقل يا معالي الوزيرأن تكون هناك نسبة كبيرة منهم لا يقرأ ولا يكتب هل يتصور أحد ما ان في الكويت جيلا كاملا من البدون لم يجلسوا على مقاعد الدراسة؟ قد تكون هناك أسباب ربما بعضها وجيه ولكن غالبها للأسف الشديد مفتعل لذلك نخاطبكم لاعتبارها احدى أهم القضايا التي تتطلب حلا عاجلا فالتعليم حق لابد من تسهيل اجراءات الحصول عليه حتى وان خالف ذلك قناعات البعض أو بعض الاجراءات الادارية التي يمكن تعديلها.
ان الكثير من الملفات التربوية قد تكون خافية عليك أو ان بعضها قد نقل اليك بصورة أو بأخرى حسب توجهات القائمين على أركان ومفاصل الوزارة كتسكين الشواغر من المناصب وتفعيل قرارالتقاعد لمن بلغت خدمته 30 عاما واحالة القياديين للتقاعد التي أطاحت بمن سبقك من الوزراء وغيرها من القضايا التربوية المتعلقة بالمناهج والأساليب التربوية والاحتياجات والنواقص التي تعانيها معظم المناطق التربوية وانتفاء المعايير في الوظائف الاشرافية وضياع مبدأ العدالة تحت ضغط هذا ولدنا وغير ذلك الكثير ولا يهمنا أيا كان توجهك الايديولوجي من هذا أو ذاك بقدر ما يهمنا العمل الجاد والمخلص للاقتراب بالعملية التربوية من الهدف المنشود فالوصول لتحقيق كل الأهداف ضرب من المستحيل، والحافظ الله يا كويت.
ترفة العنزي