ود سالم يكتب: الحي الراقي: إني أغرق أغرق!!
لا صوت يعلو في مصر على صوت غرق الحي الراقي (#القاهرة_ الجديدة_التجمع_الخامس_الرحاب_الشروق) وصولًا إلى العين السخنة التي فوجئ المارون بها أو القاطنون بشاليهاتها بسيل جارف يدمر بنيتها فضلًا عن هبوط أرضي بمعظم الطرق المؤدية إليها.. لقد كنت أنا وعائلتي ممن ذاقوا ويلات هذا المساء، إذ كنت في مدينة الرحاب التي تجاور الحي الذي أسكنه، وقد ظللت أناور بسيارتي للخروج الآمن من المدينة الجميلة التي غرقت في شبر ميه كما يقولون في لحظات صادمة لي ولأسرتي ومن عاش تلك الليلة، فلا بالوعات تعمل على شفط المياه، ولا شبكات صرف جانبية ولا سيارات جاهزة من قبل الحي لصرف المياه التي حطت من علِ، إنما إغراق تام وفي دقائق معدودة لكل شبر، وكان ما لا يخفى على راءٍ أو سامع من خلال مواقع الميديا المختلفة من توثيق لحالات تعطل المركبات وإغراق المنازل في الحي الراقي..
والسؤال: إلى أي مدى يشكل ما حدث حدثًا تتحرك له الأجهزة المعنية بإيجابية؟ وهل تحرك الرقابة الإدارية كفيلٌ لبعث الضمائر في أجهزة المحليات والمدن الجديدة من رقود طويل اعتادته على حساب المواطنين؟
المدهش أن إعلاميًا غرد على صفحته وأشار إلى إمكانية صناعة هذه الكارثة لبيان فشل الحكومة في إدارة الأزمة، وذلك عن طريق استخدام تقنية استخدمتها أمريكا في حرب فيتنام، وأشار إلى اختيار الحي الراقي خاصة لتسليط الضوء على هذا الفشل.. أو لإفساد احتفال المصريين بأعياد تحرير سيناء.. ولا شك أن الموضوع ليس بهذه البساطة التي عرضها صاحبنا، إنما لا بد من المواجهة الحقيقية للأزمة. فالأزمة ليست في حدوثها، إنما في إدارتها حسنًا وسوءًا. لا بد من تدريب المعنيين في إدارة المؤسسات أيًا كان توجهها إلى حسن إدارة الأزمة والخروج الآمن منها بتقليل مخاطرها إن لم يكن بالسيطرة عليها كما يجب.
فمتى نسترد ضمائر لم تزل ترقد في سبات عميق، تتقي الله في مسئولية أنيطت بها، ومن أهم معالم هذه التقوى التدريب المستمر للمعنين في حسن إدارة الأزمات.
ود
26-4-2018م