نوال البحيري تكتب: كورونا .. وفوضى المعلومات
شنت الحكومة الكويتية ممثلة بوزارة الإعلام حملة ضد التصدي للإشاعات والقنوات المزيفة الناقلة لها التي كانت السبب في خلق الهلع السكاني الذي لوحظ بالآونة الأخيرة حيث أثر في السلوك الاجتماعي والاستهلاكي للفرد، حيث لوحظ أن هناك قنوات وأشخاص يحملون فكر معين يقومون بنشر معلومات تنافي الحقيقة وبشكل متعمد من أجل خرق نسيج المجتمع وإتلافه، وأسرعت الدولة شاكرة في تنفيذ القوانين على هؤلاء للحد من الفوضى المعلوماتية التي انفجرت في وجه الدولة وتعدتها لدول أخرى أيضا مثلما إخترقت قنوات خارجية أجواءنا واستقبلناها بلهفة المحتاج لكل معلومة مهمة عن المرض حتى نتحاشاه، وإن كان لدينا الجهل لوجود قنوات حقيقية نستطيع استجلاب المعلومة الموثقة منها ، فيجب أن نعلم أن الأساس الذي يجب أن نتعامل معه هنا هو إبراز وتسويق هذه المصادر المهمة التي ترسم لنا خط أمان نستطيع أن نسير عليه نحو الهدف المنشود وهو صناعة مجتمع واعي ومثقف وبالتالي نجني ثمارنا وننتهي من أزماتنا بكل سهولة أو على الأقل بشكل غير مبالغ فيه.
وبهذه المناسبة الغير سعيدة لانتشار الفايروس خارج المحاجر الصحية بشكل نتمنى أن يكون محدود، نتعلم وجوب تقدير العلماء والأطباء وتقدير المراكز الثقافية والأدبية والتسويق لها وإعلاء شأنها بدل إعلاء شأن أشخاص وأفراد ومواقع تفتقر لأدنى ما نحتاجه من أخلاق ومبادئ وإظهارهم كتوثيق في ملفات وأرشيف تلفزيوننا الوطني وإذاعتنا ومواقعنا الرسمية وبالتالي تم الاعتراف بهم من قبل الدولة نفسها، حتى رأينا بأعيننا أن الدولة اخترقت نفسها بنفسها، فلم نلوم الناس عند تداول معلومات خاطئة، وأحيانا لهذه القنوات أهداف لضرب الدولة بمعقلها، لنرجع لما كنا عليه بالسابق وهو توقير المكتبات والمراكز الثقافية والتركيز على العلماء والباحثين الذين سيجعلونها دولة متحضرة عميقة البنيان مثلما رأينا أبناؤنا يتطوعون لخدمتها بأقسى الظروف هؤلاء الذين عانوا من تبجيل التافه والمتمرد على الأخلاق وتركوا بدون التركيز على إنجازاتهم وأعمالهم المميزة.
نوال البحيري
[email protected]