كتاب أكاديميا

الكويت لا تنسى الأوفياء وداعاً مبارك | بقلم الشيخة حصة الحمود الصباح


بعد صراع طويل مع المرض رحل الزعيم والقائد الحكيم محمد حسنى مبارك الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية عن عمر يناهز ال92 عاما تاركا خلفه قلوب مفجوعة لرحيله ، ولكنها سنة الحياة ومشيئة الله التى أرادت أن يوافق يوم رحيله ذكرى تحرير الكويت من الغزو الصدامى الغادر والذى كان للرئيس الراحل دورا بارزا فى تحرير التراب الوطنى من دنس الجيش الصدامى الغاشم ،
لقد أحب الكويتيون الرئيس الراحل حسنى مبارك ليس فقط لدوره الكبير فى معركة التحرير ولكن لأنه كان بحق زعيما وقائدا مهموما بالأمتين العربية والاسلامية واحد رموز السلام و صانعوه فى منطقتنا الموبوءة بالانقسام و الغدر والتشاحن ، فمنذ توليه الحكم بعد اغتيال الرئيس السادات على ايدى جماعات الخسة والخيانة ردا على اتفاقية كامب ديفيد وجد الرئيس مبارك نفسه امام تركة ثقيلة من المسئولية التاريخية لاعادة توحيد الموقف العربى بعد المقاطعة ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس لعزل مصر عن محيطها العربى ،
تعرض لاستفزازات قوية من صدام والاسد والقذافى ولكنه تعامل بثبات انفعالى وحكمة رجل يدرك ما يحيط بالمنطقة من مخاطر ، ولم ييأس حتى نجح فى اعادة مصر للبيت العربى وهو النجاح الذى عرف المقاطعون قيمته عند الغزو الصدامى للكويت وأيقن الجميع الفارق الحقيقى بين الحكيم المؤتمن والأحمق الغادر ، لقد قاتل الرئيس مبارك سياسيا ودبلوماسيا فى القمة العربية الطارئة فى 10 اغسطس 1990 لاستصدار مشروع قرار يقضى بانسحاب القوات العراقية من الكويت ورغم محاولات البعض افشال القمة الى ان الرئيس مبارك نجح فى استصدار القرار بالأغلبية والانتصار دبلوماسيا على الوفد العراقى وحلفائهم من العرب وكان ذلك مقدمة للتعامل عسكريا وتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك ضد الأحمق العنيد صدام والذى اراد ان يتوسع داخل الحدود السعودية ،
الدور المصرى العسكرى بقيادة الراحل الحكيم حسنى مبارك كان تاريخيا فأرسل على الفور قرابة ال40 ألف جندى من سلاح المظلات والصاعقة على الحدود السعودية الكويتية وللامارات لحماية آبارها النفطية بطلب من الراحل سمو الشيخ زايد ، وكانت القوات المصرية فى طليعة قوات الاقتحام البرى بالتعاون مع قوات التحالف لتطهير التراب الوطنى من دنس المحتل ،
لقد كان دور مصر مبارك عظيما والشعب الكويتى الذى أحب الرئيس مبارك لا يلتفت لبعض السفهاء الذين يلمزون بتلقى الرئيس مبارك اموال مقابل الدعم المصرى العسكرى ، فالكويتيون يملكون ذاكرة من حديد ويفرقون جيدا فى هذا الموقف بالتحديد بين الأوفياء والخونة ، وان وقوف الكويت بجوار شقيقتها مصر اقتصاديا هو مسار طبيعى للعلاقات التاريخية والروابط الوثيقة بين الشعبين لان المصير واحد وهى ليست المرة الاولى التى تقف فيها مصر عسكريا مع الكويت ،فقد تعرضت الكويت لموقف مماثل عندما احتل عبدالكريم قاسم الكويت ووقف عبدالناصر عسكريا مع الحق الكويتى فى التحرر والاستقلال من الاطماع العراقية والبريطانية على حد سواء !
لقد حفر الرئيس الراحل حسنى مبارك اسمه فى قلوب الكويتيين لأنه أحب الكويت بصدق ، وقد بادلوه الكويتيون مشاعره النبيلة ، حتى اصبحت الجالية المصرية ثانى اكبر جالية وافدة على الاراضى الكويتية ،واصبحت الاستثمارات الكويتية ثانى اكبر استثمارات اقتصادية داخل الاراضى المصرية فى شتى القطاعات ، اما على مستوى القيادات فالكل يعلم مدى الأخوة والانسجام بين الحكومتين المصرية والكويتية وخاصة فى عهد الرئيس مبارك ، وداعا فخامة الرئيس حسنى مبارك فالكويت لم ولن تنساك ،طبت حيا وميتا بذكرى وسيرة عطرة داعين المولى عز وجل أن يتغمدك بواسع رحمته ومغفرته وانا لله وانا اليه راجعون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock