كتاب أكاديميا

رحيل معلم نبيل من معلمي الخير والذوق والإبداع..كلمات في رثاء الدكتور أحمد إبراهيم الكندري رحمه الله.. بقلم: أ.د.بدر محمد ملك

فقدت الأسرة التربوية شخصية وطنية متميزة كانت مثالاً لخدمة الطلبة، والتعاون مع المربين، والارتقاء الدائم بمؤسسات التعليم من أجل ترسيخ القيم النبيلة عبر تسخير عالم الفن في تنمية المجتمع وتمكين الناشئة. في كلية التربية الأساسية عرفنا الدكتور أحمد إبراهيم الكندري رحمه الله بأنه صاحب همة عالية، وعهدناه صاحب رسالة فنية سامية، وخلق رفيع يشهد بذلك كل من تعامل معه، واستفاد منه، وأخذ العلم عنه.
كان – بلا مبالغة – غاية في السخاء، ومثالاً رفيعاً في العطاء. وكان د. أحمد عف اللسان، نقي الجنان، كثير الإحسان. اللهم يا رحمن أسكنه فسيح الجنان، وارزق أهله جميل الصبر والسلوان. “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)” (سورة الفجر).
رحم الله الأستاذ أحمد إبراهيم الكندري صاحب المآثر الكثيرة، والمواقف الأصيلة. في عام 2018م قام د. أحمد رحمه الله بالمشاركة مع قسم الأصول والإدارة التربوية في إعداد معرض بعنوان: رحلة إلى التراث التربوي الإسلامي، وذلك في كلية التربية الأساسية. رأيته مع حشد كبير من الطلبة يعرض بثقة سيرة علماء الكويت الأوائل بأسلوب فني مبتكر إذ عرض بلطفه المعهود مجموعة لوحات تثقيفية قام بإعدادها للتعريف بسيرة العلماء وحث المتعلمين على اكمال مسيرتهم. نال ذلك الصنيع استحسان الجميع. ترك د. أحمد بصماته الطيبة في أرجاء المعرض الذي عمل من أجله لفترة طويلة كي يكون معرضا مضيئا بمحاسن التراث الإسلامي. هكذا كان نهجه الكريم في مشاريعه التربوية الموفقة داخل كلية التربية وخارجها.
نشر الراحل عبر وسائل الإعلام المرئي واللقاءات التلفزيونية الكثير من الأفكار الإبداعية في ميدان التصميم والديكور ونشر الثقافة العصرية المتزنة فكان فعلا نسيجا راقيا في عرضه واختياراته ومبادراته التطوعية مع كوكبة من المعلمين والمعلمات من أصحاب المواهب، والعقول المثقفة. عرفته رحمه الله حريصاً على ادخال السرور على قلوب الناشئة وكان يشغل ذهنه بطرائق تُسعدهم كما كانت علاقاته الاجتماعية الطيبة داخل وخارج الكويت علامة بارزة في سيرته الحميدة. آمن د. أحمد الكندري بأهمية التحفيز ودوره العظيم في الإبداع لأن التحفيز من أظهر الأسباب في نماء الإنسان والمجتمع.
هناك فئة من الناس تدخل القلوب بلا مقدمات، وترتاح إليها النفوس بلا مبررات… كان أحمد الكندري بحسه المرهف، وذوقه السليم، وعقله الواسع واحدا من أولئك الذين مروا في حياتنا ‌ثم وفي شهر مضان ‌راحوا ‌وتركوها وتركونا مثل طيف الخيال. تركوا حياتنا الفانية ودخلوا رحمة الله الواسعة لنكتب نحن محاسنهم في سجل الخالدين ممن رسموا للناس معاني عميقة للصداقة والعمل والتعليم والعطاء وحب الوطن. أحمد الكندري رحمه الله من الفضلاء وأقل القليل أن يكتب الإنسان لمحة مشرقة عن مآثر النبلاء، ويخصهم بخالص الدعاء.
الخميس 25 رمضان 1445هـ – 4-4-2024
فيما يلي خمسة صور ‌فوتوغرافيّة للراحل د. أحمد إبراهيم الكندري أثناء إدارته لمعرض كلية التربية الأساسية بعنوان: رحلة إلى تراثنا التربوي الإسلامي في عام 2018

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock