شهد البياع تكتب: الريم
بينما انت متأمل في كل ما حولك، و كل ما حدث لك، يأتيك ذلك الظل الطويل الذي يجعلك تسبح في فضاء افكارك، تلك المرآة المنكسرة المخبئة في زوايا أحد المنازل المهجورة و التي أهلكها جدران أصحابها، ذلك الألم المجهول و الغير ناطق الذي تشعر به عندما تلوح في الأفق رائحة عطرٍ تسحبك إلى ذكريات تودُ أن تحرقها كما أحرقتك في الماضي، إلى تلك النجوم البعيدة و المحترقة و التي علمتني أنه من أجل أن أظل مشعة و سراج لمن حولي عليَّ أن أمر بمرحلة احتراق معينة..إلى ذلك القمر الوحيد المختبئ بين السماوات السوداء في الليالي الباردة، الذي يملأ عيناي بضوئه اللامع و حجمه الضخم.إلى تلك النسمات الباردة في جو صحو و حار التي منحتني السكينة و الهدوء وسط معارك الافكار و حروب المشاعر،،، إلى تلك الوجوه الباردة المجردة من المشاعر الانسانية المقدسة و التي لا تعرف معنى التعاطف و الحب، إلى ذلك المجتمع الذي يقتل فيك كل ماهو بريء و عفوي و نقي ليحولك إلى قطعة حديد صدئة خالية من التعبيرات!إلى أصحاب النوايا السيئة الذين دفعونا إلى التبرير و الدفاع و التفكير و جلد الذات دون أسباب واضحة فقط لجعلنا نشعر بالذنب حيال أشياء وهمية غير حقيقية في مخيلتهم و ليس لها أي اساسٍ من الصحة…تلك اللحظات التي يملؤها الحماس، الغضب، الحزن او الفرح، ابتعد عنها قدر الإمكان فهي فخٌ و مخدرٌ قوي للغاية يجعلك تتخذ قرارات في غاية الأهمية قد تغير مجرى و سير حياتك للاتجاه المعاكسإلى ذلك الرجل صاحب العيون الملونة الذي تحتضنه الارض و روحه لازالت معي، الذي أمسك يدي و عَلمني أن مهما كانت عواصف الايام ترابية و شديدة، و مهما انهكني التعب من كل شيء ٍ حولي، و مهما جلست أبكي على فراشي لأيام عديدة، الحل النهائي هو أن أبقى قوية و أنهض من مكاني و أنفض من على جسدي و وجهي حزن الايام و قسوة البشر.إلى كوب القهوة الساخن في ليالي الشتاء الممطرة ،ذلك الصديق طويل البال و الصبر الذي يحتويك برغم جميع انكساراتك و هزائمك، تلك المناقشات الفكرية والثقافية التي لا تنتهي بيننا و تأخذ كل منا إلى عوالم مليئة بكل ما هو غريب و فريدٌ من نوعه،، أنا بجانبك و معك كالدرع المصقول..أؤمن بشدة أن في فقدان من نحب غربة، و في قربهم منا وطنٌ حر خالي من الحروب و النزاعات…