محمد بن عبدالله الأحمدي يكتب: أوجد المكان والزمان مناسب للكتابة
اشتهرت مدونة البروفيسورة Pat Thomson أستاذة التربية والتعليم بكلية التربية بجامعة نوتنغهام البريطانية، والمحررة بمجلة بحوث العمل التربوي، بمواضيعها التي تخدم الباحثين والباحثات في الدراسات العليا من خلال طرح العديد من القضايا بشكل مستمر حول المهارات والعادات الكتابية للباحثين. وقد تم اختيار هذا المقال الذي يتناول صناعة العادة الكتابية للباحث حتى يتمكن من إتمام مهام دراسته، من خلال صناعة روتين يومي يسهم في رفع إنتاجيته العلمية بشكل عام. ولذا إليكم ترجمة لمحتور المقال المعنون بأوجد المكان والزمان المناسب للكتابة.
اكتب لكم وأنا جالسة في حوض المطبخ، وها هي أقدامي بالحوض، وبقية جسمي على لوحة التصريف. ابتدأت رواية Dodie Smith احتلال القلعة التي تروي رواية مراهق يعيش بقلعة إنجليزية فاسدة، إنها كالقاتل، وينبغي أن نكون جميعاً محظوظين حينما نكتب شيئاً لنلفت الانتباه. ولذا ما يثير اهتمامي اليوم هو فكرة أهمية مكان الكتابة واستكمال الكتابة عنه.
إن مما تعلمته أثناء مرحلة الدكتوراه أن من المهم إعداد روتين مميز للكتابة، ولذا فقد وجدت أن الاستيقاظ في الساعة الخامسة أو السادسة صباحاً مثمر بالنسبة لي. أرتدي ملابسي المنزلية، وأصنع كوباً من الشاهي، ثم اتجه لمكتبي فأكتب لمدة ثلاث إلى أربع ساعات على الأقل. وبعد ذلك، فإني استحم، وأرتدي ملابس الدوام، وأتناول الفطور ومن ثم البدء في يومي. وفي أثناء يومي، أكون مستعدة للكتابة في صباح اليوم التالي. فأقوم بتجميع العديد من المراجع، والبيانات، وتحليلها. لقد دونت بملاحظاتي التي تعكس ما قمت به في ذاك الصباح، وكذلك الأفكار التي سأقوم بها فيما بعده. وعندما كنت بصدد كتابة جزء جديد فإني أخطط له حتى أكون على معرفة بإلى أين سينتهي المطاف بي.
إنني محظوظة جداً بأني لا أجد صعوبة في الكتابة، ولكن لا تتوقع أن تكون الكتابة مميزة ومثالية من الوهلة الأولى. ولذلك لا أشعر بالألم أو الإحباط من ذلك، فمجرد الجلوس وإعادة ما كتبت سيتحسن الأمر. إن الأمر بالنسبة لي ليس مزعجاً بأن أكتب الألاف الكلمات في رسالتي يومياً حين اتباع روتين الصباح الباكر. كما أن هذا الروتين قد أتاح الفرصة لي للقيام بمهام أخرى، ليس القراءة فحسب، وإنما حضور المحاضرات، واللقاءات بالناس، وممارسة المشي، والانضمام لبعض المهام المدفوعة كالمشاريع البحثية الأخرى، وغيرها. فقد عشت حياتي.
ما زلت أكتب بهذه الطريقة. ففي الحقيقة، أنا اكتب لكم في هذه المدونة في الصباح الباكر مع كوب من الشاهي، جالسة في مكتبي، ومرتدية بنطلوني الرياضي، وقميص مع بلوزة من الصوف. ولكني أعتقد بأن الزمن ليس وحدة ذو أهمية في الكتابة فحسب، بل تحديد مكان الكتابة مهماً أيضاً.
إن مكاني المفضل للكتابة هو مكتبي، الذي يقع في الدور العلوي المرتبط بدرج ملتوي يفصله عن باقي المنزل. فأشعر بأنه معزول عن المنزل. وقد ساعدني هذا المكان في الحفاظ على الفصل بين حياتي العملية وحياتي الشخصية. أنني أشعر بالغضب حينما يعتدى على وقت كتابتي في مكتبي من كلابي أو زوجي، أو هاتفي. “فحينما أكون هناك فأنا لست بالمنزل” وهذا يمنعني عن أي مقاطعة.
لقد درست كريستينا نيبرت إنغ (1996) الطرق التي يفرّق الناس فيها بين أعمالهم وحياتهم، والطرق التي لا يستطيعون التفريق بين الحياة الشخصية والعملية. وقد وجدت أن المهنيين بما فيهم الباحثين يقارنون بعمال المصانع ذوي اللياقات الزرقاء والوردية الذين لديهم عدم وضوح في التفريق بين الحياتين. فجزء من مهام العمل تتسرب إلى المنزل كمحادثات العمل، ومكالمات الهاتف، ومراسلات البريد الإلكتروني. فأن نيبيرت إنغ لم يقوم بدارسته على الأكاديميين ولذلك أعتقد بأننا قادرين على التفريق بين القراءة والكتابة. فعلى سبيل المثال: فإني أحتفظ بمجموعة من دفاتر العمل مختلفة وليست ذات صلة بمجموعة مذكراتي الخيالية. ليس لدي أشياء يومية في مكتبي، ولذا فإني أحاول أن احتفظ بتقسيم عكسي، وقد يكون غير منطقي بين العمل والحياة الشخصية بالرغم إني العمل والمنزل في ذات المبنى.
إني لدي طريقة مفضلة في ترتيب مقر عملي. فهناك فتحة في السقف يتسلل منها الضوء الرمادي من على كتفي الأيسر كطبيعة النهار عموماً فيEast Midlands كما أن على يميني، صورة مطبوعة على قطعة من الحرير لطائر العين الفضية، وعلى الحائط ووردة الغرنوق أو إبرة الراعي القانية اللون geraniums لتذكرني بماضي حياتي بأستراليا. وكتبي خلفي، التي استخدمها في مقالاتي المكدسة على الأرض. لدي خيار الموسيقى أيضاً إن رغبت بها، بالرغم إنها ليست ضرورية وليست جزء من روتيني.
بالطبع يمكنني الكتابة في أماكن أخرى، وأفعل ذلك. وأخر كتاب ألفته مشاركة مع مؤلف أخر قد كتبت نصفه بشقة في سنغافورة، ونصفه الأخر في مكتبي بملبورن. نحن نعمل كل اليوم على الكتابة وقد تمكنا من أنجاز مسودة فصل كل يومين، ولذلك، من الممكن أن اكتب في مكان أخر غير مكتبي، ولكن يبقى أنني لا أفضله كمكتبي. كما أني متأكدة لو لم يكن المؤلف المشارك هناك لأوجدت كل الأعذار الممكنة حتى لا أكتب كثيراً على الإطلاق.
اكتب كل يوم عندما درست الدكتوراه. لم يكن لدي الشغف كاليوم، ولكن، عندما أكتب في الصباح مرة أو مرتين في الأسبوع فإن قادرة على الدخول مباشرة في الإطار العقلي الصحيح حينما أكون بمكتبي وكل شيء في موضعة الصحيح. الكتابة تصبح كركوب الدراجة، فالنشاط الذي تتعود على القيام به وتتمكن من تحريك نفسك بسهولة إلى المكان المناسب في الوقت المناسب.
ولهذا السبب فإني سعيدة بأني لم أصل للكتابة وأقدامي في مغسلة المطبخ، وجالسة على لوحة المَجْلى. سيكون مكان غير مريح لبناء عادة الكتابة.
هل لديك مكان / وقت للكتابة؟ أين هو؟ وهل يعمل بشكل جيد كوسيلة للكتابة؟ إن كان نعم؟ فكيف ولماذا؟ نعم إني بصدق أريد أن أعرف؟
أصل المقال باللغة الإنجليزية منشور في مدونة الدكتورة Pat في الرابط
https://patthomson.net/2012/03/31/finding-the-right-writing-timeplace/?blogsub=subscribed#blog_subscription-3
السماح من المؤلفة بالترجمة.