كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: الحسابات الوهمية

”  نحن لسنا محتاجين الى كثير من العلم ، و لكننا محتاجون الى كثير من الاخلاق الفاضلة ”

(  سعد زغلول  )

عندما يسجل أحدهم حسابا” في وسائل التواصل الإجتماعي بمعرف مستعار ( أي أسم وهمي ) يفهم من ذلك بأن المقصد من عدم إفشاء الأسم الحقيقي هو لأسباب خاصة متفهمة و لها وجاهتها ، و عذره معاه مثل مايقولون ، أي انه يستخدم الحساب لمتابعة الاخبار او عدد من المغردين الذين يرغب بمتابعتهم ، و لاغبار على ذلك .. أي انه مجرد مشاهد و قارئ .. و كل واحد و ظروفه ..

إنما الخطورة عندما يقوم صاحب المعرف المستعار بأمور مختلفة عن هذا المفهوم ، أي أن يستغل معرفه المستعار ، و شخصيته الغامضة الغير معروفة ، ليقوم بعرض وجهات نظر مثيرة للجدل ، أو إنتقادات تصل للحدة و التجريح أو حتى يتقول أو يخطئ على شخصيات عامة أو حتى مواطنين عاديين ، أو إبداء الرأي حول قضايا” لها تأثير على الجو العام ، و يستغل الحساب لتنفيذ أجندة معينة ، بتوجيه خاص ، هنا تختلف النظرة للحساب على انه ليس حسابا” بريئا” بل يجب وقفه عند حد القانون  و محاسبته ، لأن كرامة الناس و سمعتهم ليست سلعة تباع و تشترى و لعبة يلعب بها من يشاء !

الحل الأول في محاربة الحسابات الوهمية هو الوقف الفوري لمتابعتها ( بالطبع اتحدث عن المثيرة للجدل ) ، حتى لايتسع نطاقها ، و يزيد تأثيرها السلبي ، بعد ذلك أغلب الظن سيكون الحساب مع إنحدار عدد المتابعين فاقدا” لتأثيره و ربما يغلقه صاحبه ، لأن السبب الرئيسي في إنتشار هذه الآفات هو إضافة الناس للحساب  و تهاون البعض معه ،و هذا امر غير إيجابي ، بل يفترض على الكل تفعيل زر إلغاء المتابعة ، و المتضرر يفضل أن يتجه للجهة المختصة ، و هو حل جيد حتى يكشف شخصية صاحب الحساب الحقيقي من ثم إحالته للقضاء ، ردعا” له و لبقية اصحاب الحسابات الوهمية الذين تساهلوا بالطعن في سمعة الناس ..

بالطبع الإنتقاد حق ، و الإنتقاد البناء مطلوب ، لكن هناك إنتقاد و هناك  ” قلة أدب ” و هذا المقصود من كلامي ، و الترابط الإجتماعي أهم بمليون مرة من نك مستعار يسب و يقذف على طريقة  ( أضرب و أهرب ) و يستغل وهمية الأسم للإيذاء بالمسالمين و التعرض لهم ، لذا علينا أن نحارب جميعا” و بيد واحدة مثل هذه الممارسات الغير مقبولة ، و القصة بسيطة فقط إلغاء المتابعة أو وضع حظر على الحساب ..

لاشك هناك من الحسابات الوهمية بعيد عن قلة الأدب ، و يتسم طرحها بالإتزان ، لكن أيضا” على بعضها عتب بسيط ، و هو مادام هذا خطك و نهجك و هو أمر مشرف و يستحق التقدير لم لاتكشف عن نفسك ، لا شئ تخشاه فأنت في السليم كما يقال ، و أقصد هنا حتى يعرف القارئ من هو الذي يكتب بالحساب ، و في هذا رفع للحرج عن الجميع ، و لصاحب أي حساب وهمي متزن و ملتزم أقول له : أنا لا أقصدك البتة ، في ماسبق من إنتقاد لكني اتمنى منك و من كل مشارك بالشأن العام أن يكشف عن رأسه ، مالذي يخشاه مادام وضعه جيد و يلتزم بالآداب و يقدم طرحا” محترم ، بنفس الوقت أنا اقدره و احترم وجهة نظرة .. لربما لديه من العذر مالديه ..

أخيرا” تأكد ياصاحب أي حساب سواء بأسم حقيقي أو وهمي ، بأنك تمثل نفسك و تربيتك ، فإن حسنت صورتك فأنت الرابح و العكس صحيح ، و التواصل الإجتماعي أصبح مجتمع كبير فيه كل شرائح المجتمع من كافة النوعيات ، السيئة قبل غيرها ، لذا علينا جميعا” الإقتداء و الإلتزام بقوله تعالى  ”   مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ   ”  ( سورة ق / 18 )

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock