فواز الحسيني يكتب: تعليمنا إلى أين؟
ان المتابع للوضع العام للتعليم يجد بأن هناك حالة من عدم الارتياح من نتائج المخرجات والمدخلات التعليمية، هذا الامر ينسحب على المؤسسات التعليمية الاكاديمية كذلك، لهذا ارى بأن مشكلة تعليمنا من وجهة نظري هي وجود بعض القيادات الغير مختصة في مجال التربية والتعليم، والتي قد تمارس سلوك غير متزن في عملية المحاسبة ،والتي قد تتغافل عن كبار الموظفين،بينما صغار الموظفين هم من يكونوا نزلاء مكاتب التحقيق والشؤون القانونية،هذا وفق حجم القدسية التي تريد تصويرها لنا بعض ممن يعتنق مفهوم الشللية الوظيفية .
هناك مشكلة في التعليم العام،بأن من كتب المنهج واعد الوثائق، لم يضع بالحسبان اختبارات التقويم،ولم يكلف نفسه عمل التجربة، هذا يعني بأنه لو حصل طالب على نتيجة اختبار متدنية، فلا توجد اي اختبارات تقويم وخطط علاجية تدفع به نحو الحصول على معدلات مرتفعة بالمستقبل، وهذا امر لايصح الاستمرار فيه، فالاختبارات يجب ان تكون تقييم وتقويم،وهذا الذي يجب ان يعمل به،و من الملاحظ بأن هناك عدد من حالات عسر القراءة يشهدها النظام التعليمي،مما اسهم ذلك بإنتشار ظاهرة الدروس الخصوصيةفي عدد مختلف من المواد الدراسية.
هناك تساؤلات تدفعنا نحو كشف اسباب ترهل التعليم ومنها التالي،هل مناهجنا اكبر من امكانيات المتعلمين ؟، هل مستوى المعلمين لدينا اقل من الكفاءة المطلوبة للعمل في مهنة التدريس؟، هل التوجيه الفني يعاني من خلل في عملية تقييم الموظفين وضبط عملية ادائهم الفني ؟، هل هناك تشريعات وقوانين تسهم في ترهل التعليم ، كل ذلك ممكن ان يشكل لنا تحدي كبير، قد يسهم في ارباك العملية التعليمية.
يرى المتابع بأن بعض الكليات تشهد حالة من الصراع الاكاديمي، مما ينعكس ذلك على دخول تلك الكليات في قوائم التصنيف العالمي ، بسبب ان البعض قد سخر الجهد في ادارة الصراعات الاكاديمية والتنقيب عنها داخل القسم العلمي ، كذلك هناك ترف وهوس الحصول على الاعتمادات الاكاديمية، والتي من منظوري الشخصي ارى بأنها لا تقدم قيمة مضافة للاقسام والكليات المعنية، فلا قيمة للاعتماد الاكاديمي ان كان هناك انشغال في بحوث الترقية والمناصب الاشرافية وهجرة للبحث العلمي والانشغال بالاعمال الادارية ، يقول ( 1916 , john dewey ) عندما ندرس أطفال اليوم بمثل طريقة تدريس أطفال الأمس فإننا سنحرمهم من المستقبل “.