مذكّرات صامتة.. بقلم: م.شهد الناصر
أحضانُنا مليئة بالأشواك وعلاقتنا مليئة بالأخطاء
آذاننا محشوّة بأصوات الكبرياء
صغائر تراكماتنا ولدت كبائر
كبائر لم نعد نقوى حملها
قلوبنا تستغيث من جموح عقولنا
تجرَّدنا من العاطفة إلى أنْ تبلّدت أرواحنا أرواحنا كورقة خريف مرتجفة في أحضان رياح الحنين ..لاجئة تضرب على نوافذ الحظوظ تبحث عن احتواء..
نلبس على وجوهنا ابتسامة كبرياء كما نلبس بأرجلنا حذاء كي “لانعيش حافيي البهجة ”
مغتربون وقلوبنا لا تهدأ مشاعرها نُصاب بألف وعكة حنين دون أن نشكو الألم..اعتدنا الصمت إلى أن تغرَّبنا عن الكلام..
عالقون بين مفترق قرار “بين مانُريدهُ وما نُقاومه” بين أكيدٍ نتمناه وبين احتمالٍ يقتلنا فلا الأكيدُ ندركهُ ولا الاحتمالُ يُسعفنا
نمثّل اللامبالاة بإتقان..نصد بوجوهنا وتتعانق قلوبنا..كيف للمرء ألا يبالي بشيء يعيش بأعماق روحه! كيف لكَ أن تعيش بكل هذا البرود وأنتَ صاحب القلب الدافئ! كيف للمرء أن يتجرد عن احساسه ويعيش عاري من المشاعر مسلوب الأحلام!..من المؤسف أنّنا وصلنا لطريق مسدود من التواصل..كل منّا له صفحة مختلفة الأحلام عن الآخر..قتلنا لغة التواصل فماتت مشاعرنا..أضعنا أنفسنا بسوء الفهم..زادت بيننا مسافات الظنون..فكيف نجد بعضنا بمتاهة الكبرياء! لم أعد أجدني ،فكيف لي أن أجدكَ أجبني؟!
إلى أي درجة تَغيّرنا؟ إلى درجة تجاوز أشياءنا الغالية دون التفات..صادقنا صمتنا وضمدنا جروحنا وأغلقنا أبواب العتاب بابتسامة..” بابتسامة الآسف لنفسه”
أفلتنا أيدينا عن بعضنا وهي ترتجي مصافحة لقاء.. فكل منّا يحتاج من الآخر إثبات الرغبة بالتمسك
نحتاج من يتمسك بنا رغماً عن وقوعنا وعثراتنا رغماً عن ضعفنا وظروفنا وأخطائنا رغماً عن مسافات الخوف والألم رغماً عن كل شيء..
بقلمي الدافئ :م.شهد الناصر