كتاب أكاديميا

ا.د. محمود داود الربيعي يكتب: مراحل التقويم

   يعد التقويم عنصراً جوهرياً من عناصر المنهاج والعملية التعليمية والتربوية فهي بحاجة دائمة الى تقويم مستمر يتنأول عناصر المنهج جميعها بدءاً بالأهداف مروراً بالمحتوى والطرائق والأنشطة وانتهاء” بالتقويم فهو يحتل مكانة بارزة جديرة بالبحث والدراسة والتحليل بهدف إستخلاص النتائج للوصول الى المقترحات التي تسهم في تحسين وتطوير العملية التربوية والتعليمية  بشكل عام لهذا أصبحت عملية التقويم أحد الأسس التي ينبغي ان يستند عليها أي نظام تعليمي وتربوي لأنه يشخص مسارات العمل ويكشف الخلل والقصور ونواحي القوة والضعف ثم بعد ذلك يساعد متخذ القرار للحكم السليم والموضوعي لأي عنصر يجري تقويمه ويقترح وسائل العلاج وتلافي القصور .

   والتقويم بهذا المعنى يستلزم وجود أدوات وأساليب متنوعة تساعد على تحقيق اغراضه وهو إصدار حكم على قيمة الأشياء والأشخاص والموضوعات بهدف التحسين أو التعديل أو التطوير, لذا اتفق الخبراء على ان التقويم هو عملية تشخيص وعلاج ويظهر التشخيص في تحديد مواطن القوة والضعف في الشيء المراد تقويمه ومحاولة التعرف على أسبابها أما العلاج فهو محاولة وضع الحلول المناسبة للتغلب على نواحي الضعف والإستفادة من نواحي القوة , لذا فإن عملية التقويم تتضمن ثلاثة مراحل هي :

1.    جمع البيانات .

2.    إصدار أحكام قيمية على البيانات .

3.    إتخاذ القرارات المناسبة .

   ولأجل نجاح تطبيق هذه المراحل وجب ان تؤكد عملية التقويم على النواحي الآتية :

1.    تقدير التحصيل لدى المتعلمين في الموضوعات الدراسية .

2.    تشخيص صعوبات التعلم .

3.    تقدير الفاعلية التربوية والتعليمية للمنهج والأدوات وطرق التعليم والتنظيمات الإدارية .

4.    تقدير مدى فاعلية النظام التعليمي .

   إن عملية التقويم إذا تمت في غياب التخطيط العلمي لها فتكون بذلك قد فقدت أهم مقومات نجاحها في غياب السياسة التي توجه نشاطها للوصول الى الهدف المقرر ولا توجد تنبؤات بتطور الأحداث والظروف وإعداد تقديرات أو توقعات لفترة زمنية محددة ولا توجد أساليب تنفيذية زمنية لكل ما سبق .

   إن عملية التقويم ليس مجرد عملية واحدة بل مجموعة من العمليات المتتابعة والمستمرة تبدأ بوضع الأهداف ثم تحديد المستويات الراهنة للطلبة يعقبها مرحلة تنفيذ البرامج والمناهج تليها متابعة التقدم ثم اعادة التقويم للتعرف على مقدار الحصيلة من تنفيذ البرامج ومقارنة ذلك بالأهداف الموضوعة لذا فإن إستمرارية التقويم هي إحدى معالم التقويم الحديث .

   ويوضح (بارنيل) إنه بدون قياس لا يمكن القيام بالتقويم وبدون التقويم لا توجد تغذية راجعة وبدون تغذية راجعة لا تستطيع ان نعرف شيئاً عن النتائج وبدون معرفة النتائج لا يمكننا إدخال أي تطوير أو تحسين بالنسبة لعملية التعليم والتعلم .

ا.د محمود داود الربيعي \العراق \بابل \كلية المستقبل الجامعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock