كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: كتاب .. وردة .. فنجان قهوة

“بعض الكتب للتذوق، وبعضها للبلع، وبعضها للمضغ والهضم ”

( فرانسيس بيكون )

من الأمور التي ألاحظها أحيانا” خاصة في وسائل التواصل الإجتماعي ، أن ينشر البعض صورا” بكاميرته و يكون محتوى الصورة كتاب و غالبا” تكون نسخة هذا الكتاب جديدة + وردة و غالبا” يكون لون الوردة حمراء + فنجان قهوة و غالبا” أيضا” تكون القهوة اسبريسو او تركية ، و ينشر هذه الصورة في ” حسابه / حسابها  ” بوسيلة التواصل الإجتماعي المسجل بها !

لا أعترض بالطبع على هذه السلوكيات ، لله في خلقه شؤون ، لكني دائما” أتساءل بيني وبين نفسي : هل فعلا” من يضع هذه الصورة أو من يصنع ترتيبها المكون من كتاب و وردة و فنجان ، هل فعلا” يقرأ الكتاب المصور في اللقطة ؟

و على فكرة الغالبية العظمى من الكتب التي رأيتها في العديد من الصور هي لروايات شهيرة ، لا اعلم لكن هل الموضوع مأخوذ على انه  ”  كشخة ” و شوفوني ترى أقرأ كتب او روايات ؟

و أيضا” لا أعتراض ، لكن بحكم إن حضرتنا يعتبر نفسه أحد القراء  ”  اللي على قد حالهم ” لا اعتقد بأن من يقوم بهذا السلوك قارئ حقيقي ، لماذا ؟

لأنه لا وقت لديه لعمل الترتيب الجميل للقطة مصوره كهذه ؟ 

و إن حصل أعتقد قليل جدا” من سيفعلها ، بل نادرا” !

الجميل في الموضوع ان الكتاب أصبح ديكورا” مغريا” للمصور صاحب اللقطة ، أي ان وجود وردة ندية مع فنجان ساخن يستلزم وجود كتاب ، والله لا اعلم من صاحب السبق في هذه الفكرة ، و اعتقد انه استوحاها من مقاهي اوروبا حيث الكتاب هو الحاضر الغالب مع اي جالس بالمقهى ، لكن هناك قراء حقيقيين و كتاب يكتبون كتب عليها القيمة و تستحق القراءة ( هل فهمت قصدي ؟ )

أتذكر كنت بإحدى المدن في أوروبا ، و على كثرة المكتبات في هذه المدينة لم أجد مكتبة فيها كتب عربية ، رغم وجود جالية عربية كبيرة في هذه المدينة ، و يظهر أن جل هم هذه الجالية هو العمل و تخليص امور الحياة و ليس الأهتمام بالكتب ، التي من يريدها الله يسلم ال PDF ، هكذا اظن ، و لا اجرؤ على إنتقادهم لأن لكل مقام مقال ، فهم اتوا للعيش و للسلامة و ليس لقراءة كتاب بصحبة فنجان قهوة ساخن على ضفة نهر في هذه المدينة الاوروبية الرائعة !

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock