محمد بن خواش يكتب: المحاضرة الأخيرة
“المحاضرة الأخيرة” هي محاضرة تُطلب عادةً من الأساتذة الذين شارفوا على الموت ليتحدثوا بما يشاؤون كتكريم لهم، وعادةً ماتكون فعلاً المحاضرة الأخيرة لهم. فكان ذلك الإرث الإنساني الخالد مُرشداً للناس كيف يبدؤون حياتهم من دكتور شارفت حياته على النهاية!!.
أبهرني (راندي بوتش) عندما شاهدت محاضرته الشهيرة بعنوان “أن تحقق فعلاً أحلام طفولتك“، وقد ألقاها قُبيل وفاته بمرض السرطان، حيث أبلغه الأطباء بأنه سيموت بعد ثلاثة إلى ستة أشهر ، حينها طفق يعد لتلك المحاضرة و التي حُوِّلت فيما بعد إلى كتاب “المحاضرة الأخيرة“.
يقول راندي بوتش “يعرف الحياة من رأى الموت”.. شعر بوتش بالحياة بعد أن شعر بالموت، لذلك قال “أن الهدف لهذه المحاضرة هو إدراك معنى الحياة“.
أطلق راندي بوتش على محاضرته تلك في كتابه مصطلح “الفناء الخالد” ، فقد رأى بأنه يكافىء نفسه بتخليده لذكراه بعد موته عبر تركه لهذا الإرث الإنساني العظيم .
المحاضرة الأخيرة يجب أن يقرأها ويشاهدها كل ذي لب، فقد تعلمت منها دروساً وعبر في الحياة. وهنا أذكر بعضاً مما استفدت منها :
- لانستطيع التحكم بالابتلاءات التي نُبتلى بها ولكن نستطيع التحكم بطريقة تعاملنا معها.
- يجب أن يكون لديك أحلام إيجابية واضحة ومحددة (فعدم الوضوح لن يخلق لك سوى الفوضى الداخلية).
- مجرد أن تحلم يدفعك ذلك إلى الأفضل حتى إن لم تستطع تحقيق أحلامك .
- لاتتضايق من توجيه الناس لك لأنك حين ترتكب خطأ وتفتقد توجيه الآخرين، فمعناه أنك أصبحت خارج دائرة اهتمامهم.
- عندما تفعل شيئا ناجحاً لابد أن تصيبك السهام في ظهرك وعليك أن تتحملها.
- وجود العظماء في حياتك يلهمك و يساعدك على تحقيق أحلامك.
- لا بد من مساعدة الآخرين لك لتتمكن من الوصول إلى هدفك.
- عليك أن تتقن الأساسيات وإلا لن تفلح بشيء، وكن متمكناً في شيء ما فإن ذلك يرفع من قيمتك ويجعلك مرغوباً.
- الفشل يصنع منك إنساناً ناجحاُ يزداد صلابة عند مواجهة الأزمات.
- كن صادقاً في جميع الأوقات، فالمجتمع الذي تنتشر فيه ثقافة الصدق يوفر عليك كثيراً من الوقت لمحاولة تلمس الحقيقة.
- العرفان بالجميل من أسهل ما يُمكن أن يقدمه المرء للآخرين، إلاّ أن وقعه وتأثيره في النفوس كبير.
- يقاس عمر الإنسان بما حقق من إنجازات وليس بعدد السنين التي عاشها.
- الشخص عند وفاته لن يندم على ماقام به، بل سيندم على مالم يقم به.
- أعطِ نفسك الوقت لتتعرف على الشخص الذي أمامك قبل أن تحكم عليه.
- تعامل مع الآخرين بأخلاقك وليس بأخلاقهم.
تخيل لو كنت مكان راندي بوتش ماذا سيكون شعورك؟ ماذا ستفعل؟ ماذا ستترك وراءك من أثر؟ً
﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ﴾ [آل عمران]
محمد بن خواش