كتاب أكاديميا

أ. فاطمة بوخضور تكتب: إتقان العمل في ظل المعوقات


:

قال الرسول صلى الله عليه و سلم ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” صححه الألباني. حث ديننا الحنيف في مواضع عده بالإضافة لهذا الحديث الشريف على أهمية إتقان العمل و دوره في صلاح الفرد و المجتمع. و ليتقن الإنسان عمله لابد له من تفحص و عمل تقييم موضوعي مستمر لأدائه و للبيئة و العوامل المؤثرة على جودة العمل و تحسس نواحي القوة للتركيز عليها و أماكن الضعف للعمل على تحسينها، حيث أن من أهم جوانب الجودة هو الرقابة و التقييم المستمر لرفع مستوى الأداء.

و يمكن تقسيم العناصر المؤثرة على العملية التدريبية من حيث سيطرة المدرب عليها إلى عناصر تكمن بشكل مباشر تحت سيطرته مثل قدرته و مهاراته التدريبية حيث يمكن للمدرب تحسينها، و عناصر لا يمكن السيطرة عليها بشكل جزئي أو كلي و هنا تكمن أصعب المعوقات التي تواجه المدرب و تعتبر هي التحدي الأكبر بالنسبة لجودة العملية التدريبية و إحدى هذه المعوقات هي المادة العلمية.

وهذا يقودنا إلى حقيقة انه مهما كان المدرب متمكن و عالي المهارة إلا أن أداءه سيتأثر بشكل مباشر بمستوى المادة العلمية المفروضة، و يمكن القول بأن العكس صحيح حيث أنه مهما بلغت جودة المادة العلمية إلا أن مستوى الأداء التدريبي سيكون محدود بقدرة المدرب و مهاراته التدريبية.

تعتبر الحقيبة التدريبية و المذكرات المعدة بشكل متقن أفضل بشكل كبير من الكتب… و يعود بفائدة أكبر على المتدرب و يحقق الأهداف التدريبية بشكل أكبر. بينما تعد الكتب الأكاديمية أفضل مادة علمية للمؤسسات التعليمية بينما لا تخدم العملية التدريبية بشكل كبير. و للأسف يوجد لدينا لبس و خلط كبير بين التعليم و التدريب حيث غدت مؤسساتنا التدريبية يغلب عليها الطابع التعليمي أكثر من التدريب.

إن العمل داخل المؤسسة التدريبية بروح الفريق الواحد وبث روح التعاون بينهم يساهم بشكل كبير على تخطي أي عقبة و من ضمنها جودة المادة التدريبية و السيطرة على عناصر التدريب مما يصب في مصلحة المتدرب و المدرب و نجاح العملية التدريبية بشكل كامل. و إذا أدى الإنسان عمله على أكمل وجه و وضع مرضاة الله نصب عينيه و غلب المصلحة العامة على مصلحته الشخصية فسيحقق التوفيق بالدارين. و ختاما لا يوجد خير من قول الله تعالى في سورة التوبة ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” صدق الله العظيم.

بقلم: أ. فاطمة حجاج بوخضور

قسم الادارة المكتبية

المعهد العالي للخدمات الإدارية

займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock