يوسف عوض العازمي يكتب: كورونا .. وأحاديث إنتظار الدور
” الناس لا تكذب أبدا بقدر ما تكذب بعد عملية مطاردة ، او اثناء الحرب أو قبل الانتخابات “
( أوتو فون بسمارك )
في الأيام الماضية و نتيجة للإجراءات الكورونية ( كما أسماها احدهم ! ) كنت أجلس على المقعد بإنتظار الدور للدخول إلى السوق المركزي للجمعية ، و أثناء الإنتظار جلس بجانبي أحد الاصدقاء ينتظر مثلي الدور ، كالعادة تدور عدة احاديث عن كورونا و الطقس و كل شئ و أي شئ ، بالطبع مع إلتزامنا بالتباعد الإجتماعي !
أثناء الحديث تطرقنا لأحد الأنتخابات القادمة ، و أثناء الحوار شاركنا أحد الجلوس يبدو إنه ضجر من الإنتظار و راق له موضوع الحديث ، و تذكرت أحد الاحبة الذين يفكرون بخوض إنتخابات قادمة ، و الطيب عند ذكره ..
هذا الصديق قرر ان يترشح لإنتخابات قادمة ، نصحته ألا يقدم على هذه الخطوة ، و كانت لدي مبررات أكثرها لايصلح للنشر ، و وصل الامر أن كتبت مقالا” بهذا الخصوص في وقت سابق ، و لم يقتنع و لم يصله صوت الرفض ، رغم أني لست من الذين يحق لهم التصويت في إنتخاباته ، لكنه بقي على رأيه و لم يتزحزح قيد أنملة !
عندما نشر المقال المقصود ، لم أذكر به اسم لا رجل و لا امراة ، لكنه و بما انه يتابع ما اكتب قرأ المقال و أرسل لي رموز ضحكات في رسالة على الواتساب ، و كتب تحت الضحكات ” أعرف أنك تقصدني ” !
بالطبع كنت أقصده ، و هو ذكي بما فيه الكفاية ليفهم المقال ، لكنه أستمر بالعناد !
بطبيعة الحال إعتراضي و انا الذي لا حق لي بذلك ، إنما المحبة تجبر الإنسان على تجاوز بعض المحظورات ، و العذر هو المحبة ، السبب لأنه لا قدرة له على ركوب الموج العالي ، و من يشجعه و ينفخ الهواء هو من سيتركه بعد أول موج عالي !
الإنتخابات تحتاج إمكانيات قبل اللسانيات ، تحتاج حساب تصويتي يبدأ الصفر منه ، تحتاج مجموعات تستطيع التعامل معها وفق أي ظروف ، في يوم الإقتراع المرشح الجاد يضع بالحسبان أسوء التوقعات ، و تكون لدية اعداد تصوينية يتكئ عليها و يعمل بناء عليها التكتيك المناسب لطريقة و توقيت و عدد المصوتين ، قصة إن كلامك ملهم للناس و أن لك قبول قد تنفع في اي مكان لكنها قطعا” نسبة نجاحها لايتعدى نسبة ضئيلة وقت ” اليوم الكبير ” !
يقول فيلسوف العقد الإجتماعي جان جاك روسو أن – رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب , بل في وعي الناس – هذا كلام روسو و ليس كلام العبد الفقير ، لذلك أعلم أنك تقرأ هذه الكلمات فإن لم تقتنع ألا يقنعك صديقك روسو ، و حوارات فلسفة العقد الإجتماعي ، و الجدل حول سياسة اللا سياسة التي لم يناقشني بها إلا انت !
يوسف عوض العازمي
alzmi1969@